المقالات

الوعد مع سعد

أفضل القتال أن تتلافى القتال: – هذه المقولة أفضل القتال أن تتلافى القتال لم تأتي من فراغ. بل هي تجسد لنا مآسي القتال سواءً للفرد أو الجماعة او حتى على مستوى الجيوش. القتال الفردي قد يؤدي الى ارتكاب جريمة يقام فيها الحد على القاتل الذي قد يكون له اسره وأبناء آو أم واب الذين قد يعانون بعد فقدانه. هذا بالنسبة للفرد ناهيك عن ذلك إن كان القتال بين جيوش وشعوب وما تنتجه من كوارث ومآسي وفقر وتشرد وهوان وفقدان للأرض والكرامة وفقدان لرجالها وشبابها وتدمير للممتلكات والتسبب في التأخر وانتشار الفساد المالي والإداري وتسلط القوي على الضعيف. انظروا الى ما يحدث في العراق وسوريا وليبيا واليمن والسودان. فقدوا الأمن والأمان والاستقرار ورغد العيش الذي كانوا يعيشون فيه كل ذلك بسبب القتال. عندما انتهت الحروب في أوروبا استقروا وازدهروا. دولة روندا الأفريقية التي عانت من الحرب الأهلية البشعة اليوم تضاهي الدول المتقدمة في النمو والأمن والاستقرار بفضل الله وبفضل وقف القتال وتحكيم العقل. السعودية العظمى التي أصبحت في مقدمة الدول المتطورة. كل ذلك بفضل الله عزوجل ثم بحكمة وقدرة قادتها على احتواء الأعداء قبل الأصدقاء وتلافي القتال. بل سعت السعودية لجلب الهدوء والامن والاستقرار في المنطقة تلافياً لأي قتال قد يطال أراضيها. ماذا استفادت أمريكا من حروبها التي شنتها في فيتنام وأفغانستان والعراق. انهزمت وانسحبت مذلولة مخذولة. ماذا استفادة أوكرانيا بحربها مع روسيا. دمرت أراضيها وشردت شعبها. لذلك تلافي القتال خيراً من القتال حتى وإن كنت منتصراً. ما يحدث في القرن الافريقي من ثورات ضد المستعمر الفرنسي هي ليست للقتال مع فرنسا بل للحفاظ على خيرات بلدانهم التي تتنعم بها فرنسا واذنابها حكامهم الخونة منذ مئات السنين (الحرية تنتزع ولا تعطى) والبقيه في الطريق. لكنهم سيتلافون القتال لحماية شعوبهم. اللهم انصر المظلومين في كل مكان.

 

الدكتور / سعد بن عبدالعزيز العودة
أكاديمي وباحث مختص في إدارة الأزمات
06 سبتمبر 2023 م 

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )  

 

سناب صحيفة صراحة الالكترونية
زر الذهاب إلى الأعلى