الوعد مع سعد

الدكتور سعد العودة
مايفل الحديد الا الحديد:- لازالت سياستنا الهادئة المتأنية تؤتي اكلها ولله الحمد . الكثير يعتقد ان تغير سياسات بعض الدول تجاه السعودية والرجوع الى الرصيف الصحيح هو محض إرادتهم . كلا ليس ذلك بصحيح ولايمكن اخفاء ضوء الشمس بالمنخل . السعودية الكل يحتاجها لكنها لا تحتاج الكل . السعودية عظم لا يمكن كسره في وقت يشهد تكسير العظام . السعودية امتازت بعدم التدخل في شؤون الدول الاخرى ولاتسمح لأحد بالتدخل في شؤونها وهذه ميزه حفظت مكانة السعودية في تجاذب العلاقات الدولية منذ ان تم تأسيسها . السعودية لم تتصل بتركيا ولم تقدم اي تنازلات لأوردغان ذو الاربع اصابع . بل تركتهم ينبحون ويزمجرون حتى وصلوا الى قناعه ان السعودية رقم صعب لا يمكن ابتزازه او تخطيه او تجاوزه . لم تتم دعوة اردوغان لزيارة السعودية . بل كان يحاول من عدة اشهر لزيارتها . لكنه لم يرحب به . اردوغان اتخذ خطوات حسنت صورته عند السعودية ومصر وقام بطرد مجموعات الخيانة الوطنية الاخونجيه من مصر والكويت وغيرها واقفل قنواتهم التلفزيونية وسحب الجنسيات منهم واعاد ابهامه المفقود . وقفل ملف خاشقجي تماماً . كل هذه الإجراءات جعلت لأوردغان قبول مبدئي لدى القيادة السعودية وتمت الموافقة على زيارته للسعودية وتم استقباله وتكريمه هو وعائلته وجميع اقاربه وفتحت لهم الكعبة المشرفة . هذه اخلاق السعودية ( من سالمنا سالمناه ومن عادانا قصمناه ) الامريكان وبالرغم من تلقيهم صفعات ودروس من السعودية الا انهم لازالوا لم يستوعبوا الدرس لكن قائد العزم والحزم لقنهم درساً جديداً لن ينسوه . فقد تجاهلت تصريحاتهم السعودية وتجاهلت تلاعبهم بالكرت الايراني والملف النووي الذي منع من المشاركة فيه اصحاب الشأن في الخليج . لكن السعودية لم تعير اي اهتمام لهذا الملف وهذه الاجتماعات والتصريحات الأمريكية ضد ايران ما عدا توضيح السعودية للعالم عن موقفها ضد انتشار السلاح النووي وتلاعب ايران بالمجتمع الدولي وذلك عن طريق بعثة السعودية لدى المنظمات الدولية للأمم المتحدة في فيينا . عدم استقبال بايدن او وزرائه صفعه حديديه تورمت منها الاوجان . السعودية تربطها علاقات مميزه مع دول العالم وخاصه قيادة النظام العالمي الجديد الصين وروسيا . السعودية دوله حره لم يدس ارضها لا مستعمر ولا مدمر ولله الحمد . تجاهل السعودية لكل الاعمال التي قام بها العجوز بايدن بوقف التعامل العسكري والاستخباري مع السعودية في اليمن . السعودية هي التي زودت وتزود الامريكان بكثير من المعلومات التي اوقفت كثير من الاعمال الإرهابية التي كانت ستتسبب في قتل كثير من الامريكان . هذا الصنف من البشر تعودوا على شيء ويريدون الاستمرار عليه . الامريكان متقدمون تسليحاً لكنهم متخلفون تكتيكياً واستراتيجياً . يصنعوا الازمات لكنهم يعجزون في إدارتها والخروج منها . وهذا ما يحصل الان في اوكرانيا . بوتين ذو القبضة الحديدية يستعد لتوجيه الضربة القاضية . لا يفل الحديد الا الحديد . وهذه هي سياسة دولتنا يجب ان يعرفها القريب قبل البعيد وخاصه الامريكان . هذه هي السعودية سلماً لمن سالمها وحرباً لمن حاربها . لا نريد ان نسمع جملة ( امريكا تضمن امن وحماية السعودية ) بل السعودية اليوم هي من تساهم بشكل كبير في امن واستقرار المنطقة والعالم.
الدكتور / سعد بن عبدالعزيزالعوده
أكاديمي وباحث مختص في إدارة الأزمات
٢٠٢٢/٥/٢٨ م