المقالات

باخرة النجاح

قبل الحديث عن تفاصيل هذه الباخرة لابد ان نتعرف على هوية هذه الباخرة وهدفها وعلاقتنا بها حتى نربط الأفكار والمفاهيم والاحداث التي تحتويها هذه الباخرة.

إن هذه الباخرة ضخمة وكبيرة جدا ويطلق عليها اسم “الحوكمة” وعلى متنها مواطنين ومقيمين وأيضا يوجد بها شركات صغيرة ومتوسطة وكبيرة بالإضافة الى قطاعات عامة ويديرها الحكومة.

وسميت بالحوكمة كونها تعني مشاركة المؤثرين والمتأثرين على متنها بالقرارات والأنظمة العامة التي تسنها الحكومة في الباخرة حيث ان هدفها خلق شبكات كبيرة جدا بين الموجودين على متن هذه الباخرة بأسلوب التعاون والتشارك في الاعمال لان تحقيق المصلحة العامة لم يعد على عاتق القطاعات العامة فقط بل امتد ليصبح مسؤولية كل فرد من الموجودين على هذه الباخرة.

 

لهذه الباخرة اهداف استراتيجية وتحديات كبيرة للوصول لنقطة النهاية ويتطلب ذلك جودة عالية مع مراعاة أنظمة المخاطر.

أثناء سير الباخرة تستجد أحداث تستوجب تدخل جوهر الإدارة وهو صنع القرار بإختيار البديل المناسب لاستقرار الباخرة وفق ثلاث قيم بالتوازن بينهم وهي العدالة القانونية والكفاءة الاقتصادية والاستجابة السياسية.

 

البيئة الداخلية لهذه الباخرة تتسم بالعدالة والاستجابة والشفافية و رشدانية القرارات ووضوح الأهداف والرؤية وأيضا المشاركة والضبط الجماعي بالإضافة الى أنها تتطلب المزيد من الاشراف والمراقبة وتقويم الاعمال وتعزيز الكفاءة والفعالية واستثمار الموارد المتاحة.

مشاركة الافراد والشركات والمستفيدين وصناع القرار دور كبير في تحقيق العديد من الأهداف لنجاح الباخرة وتوزيع المسؤوليات على الاعمال والبرامج والأنشطة هو الأساس في محاسبة المقصرين ومعرفة الخلل داخل الباخرة.

كما أن الاستقرار السياسي والإداري والتنظيمي يؤثر بشكل كبير ومباشر وفعال على التنمية داخل الباخرة.

 

في هذه الباخرة قد سنت الحكومة تشريعات تمتاز بجودتها العالية التي تحقق المصلحة العامة وفي ظل سيادة القانون لإنظمتها والاستقرار الإداري والسيادي داخل هذه الباخرة قد شرعت الحكومة أنظمة للمسألة والمحاسبة وذلك للحد من الفساد بجميع اشكاله وانواعه.

بالإضافة الى ذلك خلقت الرؤية 2030والتي تهدف بشكل رئيسي لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والسياسية من خلال اهداف استراتيجية وبرامج متعددة للتنمية بأنواعها.

وعملت أيضا على جميع أوجه المساعدة لنجاح الحوكمة مثل الخصخصة وعقد الشراكات والاستثمار وغيرها.

 

البيئة المتكاملة لباخرة الحوكمة تجعلها قادرة بتوفيق الله ثم بمشاركة الجميع من الحفاظ على الموارد الطبيعية والبشرية والاقتصادية والموارد النادرة والمحافظة عليها للأجيال القادمة وصولا الى نقطة النهاية وهي نقطة النجاح “الاستدامة”.

 

بعد هذه النقطة:

لابد أن تعلم أنك فرد مسؤول في هذه الباخرة..  فما هو دورك.. وماهي مسؤولياتك.. وما هو الواجب عليك.. وهل انت معنا حتى نصل الى هدفنا بمثالية وتميز…؟

وهل أنت معنا في تجاوز التحديات التي قد نواجه جزء كبير منها مثل الفساد المالي والإداري والرقابة وتحقيق العدالة وتوزيع الموارد والخصخصة وحلول التمويل المالي والانفاق العام…؟

 

“النجاح الفعلي هو العمل في هذه الباخرة “الحوكمة”.

 

 

 

بقلم / أ. خالد بن فهد بن مشوح المشوح

 

سناب صحيفة صراحة الالكترونية
زر الذهاب إلى الأعلى