المقالات

بصراحة.. عيب والله

عندما نتطرق الى الحديث عما هو جائز (يعني المسموح من التصرفات) او عن الغير جائز، او ما نطلق عليه باللهجة العامية ( العيب الذي لا يجوز ان نقدم عليه ابدا مهما كان )  هذا العيب يلتصق بصاحبه فيكون مثل الصفة التي تعيره مادام حيا كالفعل الشائن والمعيب والغير مقبول تماما من الجميع … او عندما نتحدث عن ما يجوز وما لا يجوز في تصرفاتنا اليومية مثلا  ، او تعاملاتنا مع الاخرين ، او تعاملنا مع جميع وسائل التواصل الاجتماعي  وما فيه من تطبيقات مختلفة، او حتى مع انفسنا ، او اهالينا ، او البيئة المحيطة بنا   وما فيها من نباتات وحيوانات ، وتربه ، وموجودات من صنع الانسان  كالممتلكات العامة  مثل المرافق العامة او حتى الخاصة  ،،  فأننا سنتطرق الى الكثير من الجوانب في مختلف المجالات ..  هذه المقدمة كتبت ببعض الحيرة التي تعتري الانسان عندما يشاهد ان اغلب التصرفات التي نشاهدها في كل مكان أصبحت مخجله وغير مقبولة.

لنضرب امثله للتوضيح، مثلا لنأخذ وسائل التواصل الاجتماعي والتي أصبحت مملة لدرجة أنك تعرف ماذا سيقولون او ماذا سيقدمون من خلال بعض البثوث اللي تفشل بصراحة!     او اللقطات التي لا تليق من نساء ورجال او حتى أطفال لدرجة أنك تستغرب وتتساءل اين أهلهم عنهم، اين عوائلهم، او اخوتهم الكبار مثلا، او اين الأشخاص الذين يكونوا مسئولين عنهم ويتولون تربيتهم!

أحيانا نتساءل ما لهدف من هذا الإهمال الاسري لهذا النشء   ولهذا الجيل القادم ، ونتساءل اكثر كيف سيربون هم أولادهم المستقبليين  او كيف سيعيشون في ظل كل هذه التفاهات التي يعيشونها والتكبيسات  وربما بعض الكسب المادي الذي لن يجلب سوى القلق من فقدانه والحرص على الحصول على المزيد منه مهما كان الثمن ،،  ما لذي يحلمون به ويتخيلونه ويريدون الوصول اليه يشترى  من خلال تواجدهم الطويل على هذه التطبيقات الكثيرة ! الى اين يريدون التوجه ومتى سيتوقفون؟

لو تحدثنا أيضا عن المسئولية المجتمعية، وكيف نكون في مستوى المحافظة على الممتلكات العامة التي وضعتها الدولة حفظها الله في كل ركن من بلادنا العظيمة    اين تكمن مسئوليتنا الحقيقية في المحافظة عليها، والحرص على سلامتها، ومتى ستظهر هذه المسئولية، وكيف ستكون!   فلقد شاهدت وللأسف في بعض الأماكن أناس يعبثون بهذه الممتلكات وكأنها ليست الا لهم، او هم من وضعوها، او ربما يعتقدون انها وضعت لكي يتلفونها متى ما أرادوا!   متى سيفهم هؤلاء انهم مسئولون عن كل شبر في هذا الوطن الغالي والمسئولية هذه هي المحافظة والاحترام والحرص والعمل على التقليل من أي ضرر من الممكن ان يحدث بسببنا، فنحن ندرك ان هناك عوامل بيئية خارجه عن اردتنا كالأمطار والاعاصير والأتربة التي تعمل بمرور الوقت على إتلاف جوانب بسيطة من هذه الممتلكات ولكنها اهون من جهل الانسان الذي يساعد جميع هذه الظروف على الضرر المستمر.

لو تحدثنا أيضا عن الانسان الذي يدعي معرفة كل شيء، ويدعي انه اعرف العارفين وافهم الفاهمين، وعندما تساله عن أي شيء يغضب ويتهمك بانك لا تصدقه، بينما في الحقيقة هو لا يعرف أجابه السؤال الذي طرحته عليه، هؤلاء الأشخاص هم الذين يطلق عليهم مسمى معين، وقد اجاد في الحقيقة من اختار هذا الاسم الا وهو (يكذب الكذبة على الاخرين ويستمر في ترديدها حتى يصدقها هو) هؤلاء من حولنا كثيرون، ولكن ما يمنع تكاثرهم هو عدم الاستماع إليهم ونبذهم أينما وجدوا.

لو تحدثنا أيضا وأيضا عن الحسد في مجال العمل، لوجدنا قصصا عجيبة وغريبه.. فبعضهم يكتم معلومة معينه، وبعضهم يتغابى حتى لا تسأله عن شيء معين، وبعضهم يقف في طريق ترقيتك او زيادة في راتبك، او حتى في كلمة مدح لجهودك امام المسئول تجد بعضهم صامتون وكأنهم لا يعرفون لغة يتحدثون بها.

ليس فقط بعض مجال العمل ينتشر الحسد، بل نجده حتى في مجالات الحياة المختلفة وقد صدق الشاعر وهو رجل من البادية قال هذا البيت للخليفة المعتصم يصف فيها ماذا يفعل الحسد في صاحبه حيث قال (لله در الحسد ما أعدله، بدأ بصاحبه فقتله ) .

وللحديث بقية ……

 

بقلم الكاتبة / حصة بن راشد 

الثلاثاء 23 إبريل 2024 م 

 

 

سناب صحيفة صراحة الالكترونية
زر الذهاب إلى الأعلى