المقالات

تظليل أم تضليل ؟

ليس غريبا أن ترتفع درجات الحرارة وتلامس سقف الخمسين درجة ، ففصل الصيف لدينا شاق ومرهق ويبعث الملل وتغير المزاج ( ويصير الواحد نفسه في خشمه ) خاصة أثناء قيادة السيارة نهارا في الشوارع المزدحمة ، ورغم أننا قد تعودنا على حرارة الصيف وصار أمرا مألوفا لدينا إلا أنه لم يغير من حالتنا المزاجية في الغالب .

 

ومن المحاولات العامة لتقليل تأثير الحرارة محاولة إيجاد مسطحات مائية وزيادة التشجير ووضع أجهزة الرذاذ وغيرها ، أما من الخطوات الرسمية فنذكر منها سماح المرور بوضع العازل الحراري الشفاف (التظليل) على زجاج السيارات بشروط محددة وميسرة للجميع ، إلا أن هذه الخطوة قابلها للأسف استهتار وتجاوز في التطبيق من كثير من الناس ، حيث تم استغلال هذا السماح بالتعدي إلى درجات أعلى في التظليل تصل في معظمها إلى عدم معرفة من بداخل السيارة ، بل وصل الأمر إلى أبعد من ذلك فتم تظليل الزجاج الأمامي والخلفي للسيارة قي مخالفة واضحة لنظام المرور ، ومما يؤسف له أن بعض السيارات الحكومية قد أصاب سائقوها العدوى فتعاملوا معها وكأنها سياراتهم الخاصة وقاموا بتظليلها أسوة بغيرهم .

 

نعلم أن هناك رقابة ومخالفات من المرور على مرتكبي مخالفة التظليل ولكننا نجزم أن الرقابة ليست بالكافية ولا الشاملة ولا حتى الرادعة ، وإثبات ذلك هو مانراه كل يوم في الشوارع من كثرة السيارات التي لايعرف من بداخلها ، وكذلك الزحام على محلات التظليل التي ينبغي أن يلحقها نصيب من المخالفات كونها تشارك في (التضليل) على نظام المرور .

 

وحتى لايستغل هذا التخفيف في غير محله فنرجوا من المرور أن يربط خدمة التظليل بموافقة منه يصدرها للسائق من خلال بوابة أبشر ويحدد فيها درجة التظليل ولونه ونوع السيارة المستخدم فيها ، لأن هناك من لديه عذر طبي أو بعض الحالات التي يستثنيها نظام المرور .

 

الخاتمة :

(التضليل) قد يأتي من (التظليل)

 

 

بقلم / خالد النويس

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا ) 

زر الذهاب إلى الأعلى