المقالات

تعلمت في الإدارة

تعلمت أن أدقق وأبحث خلف كل ما تستقبله حواسي من كل شعور روحي راودني في وتيرة الأحداث وعن كل ما سمعته أُذني مهما كانت الأمانة الناطقة به وعن كل ما شاهدته عيني ولو كان في وضح النهار وتحت المبررات وعن كل مقروء مهما كانت القامة العظيمة التي كتبته.
تعلمت أن أسأل ولا أخجل لكون من أمامي أصغر عمر أو أقل خبرة أو حتى طفل لأنني أدرك أن البشر قدرات واتجاهات وتفكير مختلف ونستقي من كل اختلاف كمالنا.
تعلمت أنه ومهما اختلفت النظريات حول قضية فالقرار الصحيح هو الخالي من الضحايا “فهذا وطن وهؤلاء مواطنين وهذه حقيقة لن تتغير ولو بالمعجزات”.
تعلمت أن التوقف عن القراءة يجعل من الإنسان متأخر فكر ووعي وثقافة وعلية سيكون يجهل التحديثات والمستجدات والتطورات النظامية، القانونية، الاجتماعية والعلمية منها.
تعلمت أن أسير على مبدأ “كل حدث فيه معلومة أستقيها” وكان هذا المبدأ هو الذي أبتدئ به كل خطوة بأيامي، لأن كل أمر عابر خير أو شر هناك ما تتعلمه، افتح ذهنك ووسع بصيرتك.
تعلمت أن إدارة الأزمات هي ليست أسلوب وتطبيق نظريات بل هي فن من حصيلة ما وسعت ذهنك من خلال مبدأ “كل حدث فيه معلومة أستقيها” ومن خلال ما مضى من تراكمات ثقافية ومعرفية.
تعلمت أن القائد بالأثر وليس بالمنصب فوقع الأثر يُدْرّس والمنصب عابر والانقلاب والرفض وارد.
تعلمت أن القائد لابد أن يكون له من كل بحرٍ قطرة وواسع ثقافي كبير في جميع الاتجاهات “الطبية، الإدارية، المالية، السياسية والاجتماعية…إلخ” وإلا سيقع يوماً ثم يقول ‘لم أكن أعلم‘
تعلمت أن القائد الركيك هو من يسلم زمام الأمور لمن حوله تحت أسم الثقة وتحت ذريعة أنا مشغول.
تعلمت أن حارس البوابة للأخرين هو “السكرتير” حلقة الوصل لما خلف أبوابه ولذا يجب أن يكون محبوبك مهما كلف الأمر.
تعلمت أن النجاح القيادي يعتمد على “ما أستطيع أن أفعله سأفعله حتى وإن كان ليس من مهامي”
تعلمت أن القائد المحنك هو من يعامل الجميع باحترام حتى وإن كان البعض لا يستحق التقدير، لأنه وببساطه لا يعرف من سيكونون غداً.
تعلمت أن تأسيس التنظيم صعب والاستمرار عليه عزم ثم ممارسته ذكاء سهولة وراحة.
تعلمت أنه إذا فقد التنظيم زاد الجهد وإذا زاد الجهد فقد التركيز وإذا فقد التركيز أصبحت المخرجات ليست ذات جودة، وإذا تم التنظيم قل الجهد واتضحت الرؤيا وزادت جودة المخرجات.
تعلمت أن الإصرار في المواجهة من إنسان بسيط لا يخرج من قوة ولا سلطة ولا نفوذ بل يخرج من راية بيضاء لا غبار عليها مهما بحثوا خلفها وهذه القوة حقيقية.
تعلمت ألا أقول “لا أعرف” في أمر تحت مسؤوليتي فهذه كارثه بالتاريخ العملي وقصور، فوجب أن تعرف أدق التفاصيل للإجابة على الأسئلة الفجائية بجواب دبلوماسي من روح حصيلتك المعرفية عن الأمر والإيضاح بوجود تحديث قادم، “لكي يتاح لك البحث عن الإجابة الأكيدة والحاقها”
تعلمت أن لا نجاح إذا لم يكن “صعود جمعي” إما كامل الفريق أو نصفه سيكون هالة من الشك والريبة.
العقل يفكر ولا يشعر والقلب يشعر ولا يفكر فتعلمت أن مقولة (العمل بالعقل ووضع العاطفة على جانب) هذه كارثة إنسانية فالإنسان لو خلق بالعقل وحده سيكون وحش لا يرحم ولو خلق بالقلب وحده سيكون بمستوى طفل رضيع لا وعي عنده، فوجد العقل والقلب ليعملوا على الدوام معاً.
تعلمت أن التواضع قوة، والشفافية ثقة وأن الاستعلاء ضعف وكبت الحقيقة خوف والاستهتار بالناس جهل.
تعلمت أن أسير في طريقي الذي تكبدت فيه عناء البحث عن الحقيقة والحل مهما واجهتني الشتائم من الذين لم يبذل جهد وكان مستمع فقط ولم يتجاوز ذلك.
تعلمت أن الله أعطى البشر قدرات فما أُتيت من ذكاء وعلم وطلاقة اللسان ووعي هو ليس لي وحدي بل هو لكل إنسان فقدها وجب أن أكون بصفه وقت الحاجة.
تعلمت أن صفات النبلاء أصبحت غريبة في هذا الزمان فمهما أدعو أن نُبلك من عالم آخر لا وجود له بيننا ولن تندمج مع الأخرين، فتأكد أنك المؤثر وليس المُتأثر وما لاحظوه منك ليس عابراً بل ذا أثر وأوقع الحديث والرأي حوله.
تعلمت أنه وعندما تنتج الكثير من الإنجازات في بيئة العمل ولا يُعرف أسمك إلا في خضم كارثة إنسانية وفي طلب حق هذا مؤشر على البيروقراطية المسمومة وهذه بيئة ليست خصبة للتطور ووجب الترفع عنها او بناء التغير فيها.
ثم تعلمت أن أستمر في التعلم في كُل مرة.

 

بقلم / عهود الغامدي

29 نوفمبر 2022 م 

للأطلاع على مقالات الكاتبة ( أضغط هنا ) 

سناب صحيفة صراحة الالكترونية
زر الذهاب إلى الأعلى