المقالات

تلفزيون التواصل

بدأت القنوات التلفزيونية منذ سنوات استغلال منصات التواصل الاجتماعي للترويج لبرامجها، بنشر مقاطع قصيرة من برامجها الحوارية، وهذه بادرة جيدة أتت متأخرة، ولكنها توتي ثمارها بانها تقدم لرواد تلك المواقع جزء من حوار او معلومة قيمة، حتى ان هناك صفحات إخبارية او منوعة بدأت تستفيد من تلك الأجزاء من البرامج لتعرضها على متابعيها من خلال صفحاتها وقد أسهمت في تعريف الناس بهذه البرامج او بالضيف الذي ظهر في مقطع يتحدث عن موضوع معين، و مع تقدم التقنية وتسارع الظروف المواكبة لحياتنا أصبح الإنسان يحاول اختزال ما يمكنه اختزاله ليلحق على كثرة المتطلبات والمغريات ولهذا تجده يلجأ إلى أي شيء.

لكن لماذا لا تستغل القنوات التلفزيونية منصات التواصل الاجتماعي لأنشاء محتوى مختلف  عما يعرض على الشاشة، فتقوم بإنتاج تقرير او فيلم قصير لا يتجاوز الخمس دقائق عن موضوع ما او قضية تهم المجتمع ليسهل تداوله بين المهتمين بالمحتوى الذي يقدم ، هناك قنوات تلفزيونية عالمية قامت بهذا الشيء و قدمت محتوى خاص فقط بالتواصل الاجتماعي و لاقت تجربتها تفاعل بين جمهورها بسبب انه قصير ويلخص الموضوع بشكل سلس وبسيط ، مثل هذه الاعمال سوف تخدم القنوات التلفزيونية المحلية والعربية بزيادة المشاهدات لها و الاهتمام بما تقدمه من خلال صفحاتها في المنصات الرقمية.

أن المحتوى المرئي يحقق مشاهدات أكثر من المحتوى المكتوب الذي قد يجعل الجمهور المستهدف يشعر بالممل او قد يجد محتوى مشابه له في صفحات أخرى، لذلك يجب على القائمين على هذه القنوات سرعة التفاعل مع المتغيرات الإعلامية التي تفرضها التكنولوجيا ومواكبتها بشكل يحفظ الحقوق ويحافظ على نسبة المشاهدة ولو من خلال الهواتف الذكية في ظل المنافسة الشديدة بين القنوات التلفزيونية وكذلك وجود بدائل رقمية للتلفزيون التقليدي الذي بداء يعاني كثيراً مثلما عانت الصحافة في العقدين الأخير من هذه الالفية، لذلك يجب ان تتحرك الجهود في القنوات التلفزيونية للاستفادة من المنصات بشكل صحيح يخفف وطأة انهيار نسب المشاهدة ولو لوضع مؤقت حتى إيجاد حلول تتلاءم مع الوضع الجديد.

 

الكاتب / ابجاد النافل

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا ) 

زر الذهاب إلى الأعلى