المقالات

حالة الواتس

سناب صحيفة صراحة الالكترونية

يتناقل الناس فيما بينهم الرسائل التي تحمل في طياتها عبارات متنوعة بين الشعر والنثر والحكمة والطرافة والمعلومة والنصح في قوالب صورية ثابتة أو متحركة بعضها لا يكون له تأثير على المتلقي فيمر مرور الكرام ويكون مصيره الحذف، وبعضها الآخر يجد في النفس تفاعلا وتأثيرا ليأخذ بعدها حظه الوافر من الترويج والنشر والقبول والتفاعل، خاصة إذا كان محتوى تلك الرسائل يلامس العاطفة والمشاعر.

 

وإذا نظرنا إلى المحتوى الذي تتضمنه حالة الواتس لدى كثير من الناس نجد أنها تركز غالبا على التصبيحة اليومية وأدعية الجمعة ومثاليات وعبارات تظهر صاحبها في شخصية المظلوم وأنه قد تعرض لظلم من الأقارب أو الأباعد أو أنه شخص مثالي لا يعرف الخطأ طريقا إليه ( يصلى على طرف ثوبه ) أو أنه صاحب معلومة أتى بها من مصادر خاصة لم يسبقه إليها أحد من العالم ( وهو من جنبها ) ، وهذا بالطبع يكشف شخصية الفرد لدى من يتابع حالته في الواتس وهو يعلم جيدا شخصيته الواقعية وأن ما ينشره في الحالة ما هو إلا تصنع يخفي شخصية معاكسة ، ولاشك أن حب الخير والتمثل بالفضائل أمر جبل الناس عليه ومن المحامد الخلقية ، إلا أنها تتحول إلى أمر سلبي عندما يظهر عكس ما يبطن ويدعي المظلومية حتى يكسب تعاطف المضافين على قائمته وربما يستغل ذلك التعاطف ويذهب به إلى أبعد من التعاطف .

 

نعم لكل إنسان الحق في وضع ما يشاء في حالته وله الحق أيضا في الظهور بمظهر الباحث عن الكمال والتمام إلا أن ذلك لا ينبغي أن يكون بشكل مبالغ فيه وإظهار الآخرين أنهم على خطأ وأنهم يستهدفونه ويتقصدونه بالظن والحقد والحسد وغير ذلك من الصفات التي نراها في بعض الحالات، وماهي في الحقيقة إلا توهم وحالة نفسية وضع الشخص نفسه فيها ظنا منه أنها تبعد الانتباه عن شخصيته الحقيقية.

 

الخاتمة:

نسعى إلى الكمال ولكن لا ندعيه.

 

بقلم / خالد النويس

السبت 20 يناير 2024 م 

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا ) 

 

زر الذهاب إلى الأعلى