المقالات

حقيقة الواقع

الواقع هو حالة الأشياء كما هي موجودة، ولكن هل نحن فعلاً نرى الواقع كما هو موجود؟ إذا كنا نرى الواقع كما هو موجود! إذاً لماذا ننظر للشيء سوياً ولكن لكل منا نظرة مختلفة عن الآخِر ويرى مالم يراه الآخِر؟، جميع هذه الأسئلة الوجودية منطقية جداً للبحث خلف حقيقة الواقع الموجود الذي في الحقيقة نحن لا نراه، لماذا لا نراه؟ لأن كل الإنسان يملك وعي وهو يرى الواقع بمستوى وعيه ومستوى قدرته على فهم الأشياء، والوعي هو ثلاث أجزاء فالأول هو الجيني الفطري هي الحواس والقدرات العقلية الطبيعية للإنسان منذُ الولادة وكيف مراحل تطورها، الثاني هو ما فوق الجيني وهو نمط ظاهري وراثي مستقر ينتج عن تغيرات تُأثر على نشاط الجين والتعبير عنه ولكن لا تغير التسلسل الجيني للـDNA و قد بينت الدراسات الأخيرة أن نوعية الرعاية في وقت مبكر من الحياة لها تأثيرًا جوهرياً في التعبير الوراثي، والجزء الثالث من الوعي هو المخزون من الوازع المعرفي والثقافي والتأمل والتساؤل والتفكير المستمر حول كُل ما هو في حياة الإنسان وتحليله إلى أنماط مختلفة وتوزيعها وفق ما يتفق مع أمنها وسهولتها مع الشخص. فالمعرفة المستمرة للذهن المفكر هو عبارة عن مصنع للوعي التحليلي المرافق للمنطقة البشرية التي تصعد به تطوراً والتي تعود الى الجزء ما فوق الجيني بحيث تؤثر على مسار رعاية الأجيال المستقبلية فيكون هذا الجزء التحليلي لهذه الحقبة الزمنية هي جزء ما فوق الجيني للحقبة الزمنية القادمة وهذا معنى التطور البشري والذي هو المخلوق الوحيد الذي يكمل ما كانوا عليه الاقدمين ولا يدور فيما يسمى بدورة حياة ثابته للمعرفة ولما فوق الوراثة. إذاً أدركنا أننا لا نرى حقيقة الواقع ومهما وصلنا من مستوى وعي عالي وقدرة تحليلية عالية، أيضاً لابد أن ندرك أن ما حولنا قد يكون يتطلب المزيد من الأركان التي نجهلها، وهذا مبدأ “تريث” مع كل شيء وستخرج من استباحة الحكم، بل وتُخرِج من مسار حياتك الظن والمعتقد على الأشياء وستُبقي اليقين الذي سيكون لك معدود والمعدود يجعلك تفهم بأكثر دقة واريحية والتي تهدئ بها النفس وتنعم بالسكينة والتي تجعلك تُزهر بمكانتك وعلاقاتك أينما ذهبت.

 

بقلم / عهود الغامدي

01 إبريل 2022 م 

للأطلاع على مقالات الكاتبة ( أضغط هنا ) 

 

سناب صحيفة صراحة الالكترونية
زر الذهاب إلى الأعلى