المقالات

حياتنا وحادث السيارة

*- جميعنا شاهدنا حادث السيارة التي فقد قائدها السيطرة عليها لتَخْرُجَ به عن المسار الصحيح (الطريق) – وأعزوا السبب في خروجها إلى الاستهتار وليس للسرعة العالية مثلما قيل لأن الأخيرة لا تعدُو كونها نتيجة للاستهتار وعدم المبالاة – وجاء لطف الله ليضع في طريق السيارة كومة تراب(بطحا) لترتطم بها وتقفز لتستقر في سقف أحد المباني وهو (مكان) لم ولن يتوقعه أو يصدقه أحد وإلا لارتطمت بجدار المبنى وحينها ستكون(النتيجة) مؤلمة كون دخول السيارة في الجدار خطره أكبر على القائد وعلى من هم بالداخل ، فقد يصطدم جسده مباشرة بالجدار الاسمنتي أو تسقط عليه صبة السقف أو يصطدم بشخص أو أشخاص داخل المبني لكن الحمدلله أن النتيجة أتت بسيطة وغير مُتوَقعة ، ذلك الحادث جاء مشابهًا تمامًا لحال بعضنا ، فالبعض وللأسف يُسلّم مُقود حياته لهواه ويرتمي هو في المعقد الخلفي ليتفرغ للاستمتاع بالمناظر والأجواء وسماع الموسيقى فيقود هواه المركب بعشوائية واستهتار ولا مبالاة ليُفاجأ بعد ذلك بخروج مركب حياته عن سيطرته ويفاجأ بكثرة المخالفات (الشرعية) لتكون النهاية مؤلمة وغير متوقعة وغير محسوبة لذلك على الإنسان العاقل أن يقود مركب حياته بنفسه ولا يتركه لهواه كي تأتي النهاية كما يحب هو لا كما يشتهي هواه.

*- إذا الزوج أو الزوجة لا يشعر كلٌ منهما أن الآخر وطن له وملاذ يلجأ إليه -بعد الله سبحانه وتعالى- حال الحزن والخوف والتعب والمرض فإن حياتهما خالية من الود والرحمة ،يجب أن يكون عقد الزواج هو الإثبات الوحيد بأنهما زوجين أما في بقية تفاصيل حياتهما فيجب أن يكون الزوج أبًا تارة وأخًا أو ابنًا تارة أخرى يحنو عليها كما يحنو الأب على ابنته وسندًا لها كما يفعل الأخ مع أخته وبارًا بها كما يَبِرُّ الابن بأمه وهكذا تفعل الزوجة معه فتكون له تارة الأم وتارة أخرى الأخت والابنة، يجب أن يعي كل طرف أنه مأجور على حسن التعامل والتسامح والتغافل وغض الطرف ودمح الخطأ واتباع السيئة الحسنة ….خلاصة الكلام: لو تعامل كل طرف مع الآخر كما يتعامل مع صديقه المقرب جدًا لعمت السعادة أرجاء البيت.

*- الكثير من الناس وللأسف يعيش(كالنخلة المعوجّة) طيبته وتسامحه بل وحتى حبه وحنانه ورحمته ،كل ذلك يقع خارج دائرة (أهله وأقربائه) فيكون مع الغريب هيّنًا لينًا رحيمًا كريمًا مبتسمًا بينما مع أهله تجد أرضه جافة ، قاحلة لا تنبت فيها أي نوع من المشاعر ، لا يجدوا منه سِوَى وجهًا عبوسًا  وتعاملًا قاسيًا ، لا يشعر معه أهله بالأمان أو الحب أو الاحترام.

 

الكاتب / أحمد الشيخي

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا ) 

سناب صحيفة صراحة الالكترونية
زر الذهاب إلى الأعلى