بنك المعلومات

قادني جهاز التحكم صدفة إلى قناة ذكريات وكانت حينها تعرض حلقة من البرنامج الأشهر في وقته وفي نوعه بنك المعلومات والذي كان من إعداد وتقديم الدكتور عمر الخطيب رحمه الله ، حيث كان البرنامج أشبه بموسوعة علمية متعددة المشارب ولقي رواجا كبيرا ومتابعة واسعة من كافة شرائح المجتمع التي كانت تحرص على متابعته على الشاشة وحضور تصوير حلقاته على مسرح جامعة الملك سعود ، ولم يحظ بتلك الجماهيرية في المملكة فحسب بل حتى في مصر والأردن أثناء تقديمه هناك .
وما لفت الانتباه هو أن المشاركة فيه لم تكن مقتصرة على فئة دون أخرى بل شملت المعلمين والمهندسين والأطباء والموظفين والأكاديميين من حملة الدكتوراه وأيضا الطلاب من مختلف الكليات بالجامعة ، وهذا ما عكسته نوعية الأسئلة المطروحة فيه والتي اعتمدت على المقولة الشهيرة ( من كل بحر قطرة ومن كل حديقة زهرة ) رغم أن تلك الفترة لم يكن فيها لشبكة الإنترنت وجود لتسهيل وتسريع الوصول للمعلومة كما هو الحال اليوم ، وإنما كانت الوسائل التقليدية ( الكتاب والإذاعة والتلفزيون والصحف والمجلات الورقية ) هي الوحيدة في البحث والاطلاع وتنمية العقل وتثقيفه حتى رأينا مخرجات وأثر تلك الوسائل متجليا في تحليل وتفسير وسرعة الإجابة على أسئلة يصعب على الكثير حلها في هذا الزمن بل وقد يعتبرها تعجيزية وتفوق قدرته العقلية إن لم يستعن بمحركات البحث والذكاء الاصطناعي حاليا .
وبعد أن انقضت مشاهدة آخر دقائق من برنامج بنك المعلومات طرأ في الذهن تساؤل نتمنى من وزارة الإعلام لو أفادتنا بالإجابة عليه وهو مدى إمكانية تقديم برنامج معلوماتي مماثل في هذا الزمن والاستفادة من الثورة التقنية والمعلوماتية الهائلة التي يعيشها العالم حاليا وإتاحة الفرصة للمشاركة فيه من جميع الشرائح واستغلال منصاتها الإلكترونية في الإعلان له وتقديمه ونشره والتحفيز عليه برصد جوائز قيمة الهدف منها قبل كل شيء هو نشر الثقافة المعرفية ورفع مستوى المعلومات المفيدة لدى الجميع في زمن انتشرت فيه التفاهة والسطحية وأصبحت عقول بعض هذا الجيل متشبعة بها وخاوية مما ينفعها و يفيدها حاضرا ومستقبلا .
الخاتمة:
لا عيب في تكرار الماضي إذا كان فيه بناء للمستقبل.
بقلم / خالد النويس
الجمعة 26 سبتمبر 2025م
للاطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )