فكر قبل الطلب

تحل بعد أيام ذكرى اليوم الوطني الـ (95)، تحت شعار عزنا بطبعنا والذي يأتي في وقت تشهد فيه المملكة تطورا ونهضة غير مسبوقة في تاريخها على كافة المستويات، وكالعادة السنوية فإن جميع الجهات الخاصة تشارك في إظهار فرحتها عبر تقديم العروض الاستثنائية والمميزة الخاصة بهذه المناسبة الوطنية لجميع المواطنين والمقيمين على أرض المملكة.
وبما أن هذه المناسبة لا تتكرر إلا مرة واحدة كل عام فإنها تعتبر فرصة ذهبية للقطاع الخاص لتصريف ما لديهم من بضائع رديئة أو شارفت على الانتهاء أو مكدسة لفترات طويلة لم ينجحوا في تسويقها في فترات سابقة ، وهنا يأتي الوعي الاقتصادي لدى المستهلك الذكي الذي يفرق بين الضروريات التي هو في حاجة لها وبين الكماليات التي يمكن تأجيلها أو الاستغناء عنها ، فالعروض القوية بأسعارها الجذابة التي نرى إعلاناتها في وسائل التواصل الاجتماعي تغرس في العقل الباطن استصغار المبلغ مقابل المنتج ، ويتضح ذلك بشكل أكبر لدى فئة الشباب الصغار الذين يبحثون عن الكماليات عندما يندفعون لشراء منتجات ليسوا في حاجة ماسة لها بل وترهق ميزانية عائلهم أو حتى ميزانيتهم المحدودة ، وهذا في حال كان المنتج ذا جودة كما يتشدق المعلنون ويثبتونه بأحقية الاسترجاع بعد البيع ، أما إن كان العكس واكتشف المشتري عدم المصداقية كما هو معلن – وهذا هو الغالب – فإنه سيدخل في دوامة من البحث والمطالبة والشكاوى كان في غنى عنها منذ البداية .
إن العروض والتخفيضات التي يقدمها القطاع الخاص يجب أن تكون ذات جودة وقيمة عالية تتماشى مع أهمية هذه المناسبة ومكانتها ، لا أن تكون فرصة لاستغلال الجيوب واللعب على مشاعر الوطنية لتصريف منتجات بالية ذات جودة متدنية وفائدة محدودة ، وفي المقابل فإن الجهات الرقابية ذات العلاقة عليها مسؤولية كبيرة من خلال تكثيف الرقابة وإيقاع العقوبات على الجهات المخالفة والتعامل بجدية أكثر مع بلاغات المتضررين من تلك الإعلانات ، فالبعض منهم لا يملك المعرفة والقدرة الكافية للتحقق من صدقها في زمن اختلطت فيه المواقع الموثوقة بالمواقع الإحتيالية وأصبحت بعض الذمم تشترى مقابل مال الإعلان .
الخاتمة:
لا تشوهوا فرحة اليوم الوطني باستغلالكم.
بقلم / خالد النويس
السبت 13 سبتمبر 2025م
للاطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )