وطني

تعتبر اللغة العربية من أقوى اللغات في التاريخ البشري قدرة على إيصال المعنى الذي يشعر به الإنسان، ومقابل هذه القوة فإنه يضعف في تطويع اللغة عندما يتعلق الأمر بحب الوطن والتعبير عن الفرحة به، وينعقد اللسان عن الانطلاق بما يجيش في النفس ويود التعبير عنه تجاه نعمة هي من أعظم النعم على الإنسان بعد الإسلام.
وها نحن اليوم نفرح ببلوغ وطننا الخامسة والتسعين ليس من السنين فحسب بل من الإنجازات والنجاحات المتوالية والنهضة والتقدم والتطور في مختلف المجالات وعلى كافة الصعد ، وعندما نبلغ هذه الفرحة السنوية فإننا لا نحتفل بل نبتهل إلى الله أن يديم علينا هذه النعمة العظيمة التي حرم منها بعض السفهاء الذين أطاعوا الهوى والشيطان فزين لهم البعد والاغتراب وتنكروا لوطنهم ورموه بسهام الأذى وشنوا عليه أبغض العداء والتأليب ، فما كان من ذلك الوطن إلا أن مد يديه مسامحا بطيبة الأب مع أبناءه وفاتحا ذراعيه لكل من أبدى الرغبة في الرجوع إلى أحضانه ليعيد لهم كرامتهم وينعش الحياة في داخلهم ويجعل منهم أعضاء فاعلين في مجتمعهم ، ولكي نعلم قيمة نعمة الوطن الذي نعيش فيه فلننظر إلى الذين يتخطفون من حولنا رغما عنهم وتفتك بهم الحروب وتحاصرهم الأعادي ، فلم يطب لهم نوم ولم يجدوا لقمة سائغة ولا ملجأ يأمنون على أنفسهم وذويهم فيه ، أفبعد هذا لا نحبك ياوطني ؟
أنت يا وطني لست يوما يتكرر كل سنة بل أنت تاريخ نعيشه كل يوم واقعا معايشا في كل ما حولنا ، أنت مهبط الوحي وأرض الرسالة الخالدة ، أنت مهد وحضارة وإرث وثقافة وموئل ومنارة ، أنت في كل شبر من ترابك الطاهر يحكي قصة إعجاز لستين بطلا قادهم عبدالعزيز حاملا راية التوحيد ليكتب معهم معجزة وطن خلدها التاريخ بمداد من تبر ، وينقل أمانته إلينا مقرونة بوصية تحيط بأعناقنا أن نحافظ عليك حتى آخر رمق وأن ندافع عنك بكل قطرة دم ، فأنت من أعظم نعم الله علينا ، فقد كنت وما زلت وستبقى لنا بإذن الله الأمان والسلام والعز والفخر .
الخاتمة:
وطني أنا
أنا وطني
بقلم / خالد النويس
الأحد 21 سبتمبر 2025م
للاطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )