المقالات

خردوات للنقل

يحتاج البعض إلى البحث عن إحدى المؤسسات الخاصة أو السائقين الخاصين لتوصيل أبناءه للمدارس أو الجامعات بسبب تقارب الوقت أو بعد المدرسة أو عدم وجود سيارة أو غير ذلك من الأسباب.

 

وأثناء البحث عن وسيلة النقل نجد أن بعض المؤسسات تضع في إعلاناتها صور السيارات الحديثة والسعر الرمزي ودقة الموعد ، وبعد الاتفاق معهم يتغير كل ما سبق وينكشف الحال ويجد الشخص نفسه أمام سيارة (دردعة) متهالكة وطراز قديم فيها من التشوهات البصرية ما الله به عليم ، وإذا نظرت إلى السعر فإنه مبالغ فيه جدًا مقارنة مع قرب المسافة وقد يتضاعف السعر إلى أكثر من مرتين إذا كان الشخص لديه طفلين في نفس المدرسة ، ويجد الشخص نفسه مضطرًا إلى أن يكمل معهم ، لأنه قد دفع عربونا مسبقا ولا يستطيع إيجاد سائق آخر بسهولة وهذه معاناة أخرى ، فيجبر الأبناء إلى الركوب مع سائق غير مدرب وسيارة تمشي و( تعطر ) من خلفها برائحة الدخان المنبعث منها ، فضلًا عن نظافتها من الداخل التي وصلت في أحيان كثيرة إلى وضع محزن ومخجل ، وهنا يأتي دور جهات النقل والمرور والتجارة في أهمية المراقبة الصارمة والإشراف المباشر والمتواصل على تلك الخردوات التي تسرح وتمرح ليلًا ونهارًا أمام أعين الرقيب دون حسيب ، لتستمر المعاناة التي قد تتطور إلى ما لا يحمد عقباه .

 

ولم يكتف أصحاب تلك الخردوات بتلك المخالفات بل تجاوزوها إلى مخالفات صريحة للأنظمة تمثل الظاهر منها في السرعة المتهورة والتجاوز بين السيارات والدخول في الإشارات من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار والوقوف الخاطئ ، وبعد نزول آخر ضحية ( عفوا آخر طالب ) تبدأ مخالفة أخرى عندما يقوم صاحب الخردة بالتوجه إلى معارض السيارات ليزاول مهنة البيع والشراء والوساطة في السيارات أو حتى بيع المأكولات الخفيفة على جنبات المعارض ، مستمرا إلى مغيب الشمس حيث تنتظره مخالفة أخرى يمارسها بواسطة تلك الخردة من خلال توصيل طلبات المطاعم إلى منتصف الليل ، وهذه المخالفات مما ظهر أمامي وشاهدته ، وبالتأكيد فإنك عزيزي القارئ رأيت الكثير .

 

الخاتمة:

إلى متى تستمر الخردوات في ارتكاب المخالفات؟

 

بقلم / خالد النويس

23 ديسمبر 2023 م 

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا ) 

زر الذهاب إلى الأعلى