المقالات

خسارة المنتخب السعودي أمام المنتخب البولندي

في الحقيقة لم تكون خسارة المنتخب السعودي مع المنتخب البولندي خسارة موجعه بالنسبة لنا كا شعب سعودي لأننا في الحقيقة راضين بالمستوى والأداء الذي قدمة منتخبنا والمحاولات الجميلة التي أداها على ارض الملعب والفرصة لازالت  أمامنا لتأهل في الدور السادس عشر ولكن مما يهمني ذكرة في سبب خسارة المنتخب السعودي اليوم امام المنتخب البولندي  مما أراه هي الاسباب الاتية:

١ـ التشبع بشعور الانتصار الماضي والثناء الذي حصلوا عليه من القيادة والشعب السعودي والامة العربية.

٢ـالغرور ٣ـ الثقة الزائدة ٤ـ التراخي الداخلي.

فوجوه لاعبي منتخبنا اليوم الذي حضروا بها ميدان الملعب ليست كا وجوههم ذلك اليوم الذي حضروا بها امام المنتخب الارجنتين والتي كانت حينها مليئة بالحماس والشغف والطموح على أن يكونوا شي،

فالغرور دائماً وعدم المبالاة بالخصم والتشبع بشعور الانتصار الماضي سبباً في وجود التراخي الداخلي الذي لا يستطيع الشخص مقاومته فهو يأتي لاإرادياً دون قدرة الشخص على معالجته إلا بعد الإحساس بشعور الندم والنقصان او “الهزيمة” ومما لفت انتباهي في الحقيقة بمناسبة خسارة اليوم قولة تعالى(لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين اذا اعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شياً وضافت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين) التوبة [25-25] تفسير هذه الآية من تفسير الميسر

لقد أنزل الله نَصْرَه عليكم في مواقع كثيرة عندما أخذتم بالأسباب وتوكلتم على الله ويوم غزوة (حنين) قلتم: لن نُغْلَبَ اليوم من قلة، فغرَّتكم الكثرة فلم تنفعكم، وظهر عليكم العدو فلم تجدوا ملجأً في الأرض الواسعة ففررتم منهزمين.

فكان بعد انتصار المسلمين على قريش بفتح مكة قبل غزوة حُنين بفترةٍ قصيرة جعلهم يتوكلون على عددهم وعتادهم، وغاب عن أذهانهم أنَّ الغالب هو الله -سبحانه وتعالى- فذكرهم الله -عز وجل- فإعجاب المرء بنفسه يورِدُه المهالك، رغم أنَّ الصحابة -رضي الله عنهم- كانوا على علمٍ تام أنَّ النَّصر ما هو إلّا من عند الله -عز وجل- لا بالعدد ولا بالعُدة، فوجه الشاهد والقرينة بين خسارة منتخبنا اليوم وهزيمة المسلمين في معركة حنين هي نقطة واحد “الغرور” والإعجاب بالنفس والتوكل على حولنا دون حوله سبحانه ونسينا ان قوة المسلم ونصره وتمكينه في اي مجال مربوط بتوكله على خالقة ونسبة ما حقق من انجاز وفضل لله وحده فالمسلم اذا تخلى عن توكله على خالقة غُلب لأنها حكمة من الله لأن غير المسلم ولو انتصر لابد يهزم لان قوة البشر وامداداتها وافكارها محدودة أما الخالق جل وعلى قوته ومدة لا حد لها

فالمؤمن عليه إذا فرح الشكر لله وحده وإذا ابتلي صبر والعاقل من يربط أمره كله بالله ولا ينسب ما وفق فيه لقوته ولنفسه حتى يزداد قوة وتمكين ونصر

وايضاً نتعلم من هذه الخسارة في حين أن الله مكنك ونصرك اية القارئ فلا تتعالى وتتشمت ويطفح كيل اغلاطك على من انتصرت عليه فالله عدلاً يحب العدل و حكمة الله بالغة فلابد من دائرة الحياة تدور فمن يشمت يُشمت به ولو بعد حين.

الخلاصة:

الحقيقة كلنا نتمنى الفوز بكأس العالم وهذا نصراً عالمي يسجله التاريخ ولكن فوزنا اليوم كاسعوديين في الحقيقة هو ما حصلنا علية من اثراً إيجابي بعد الفوز على المنتخب الأرجنتيني الذي يعادل الفوز بكأس العالم ويعادل مليارات الريالات والدولارات حيث  وصل صداه إلى أنحاء العالم وتحدثت جميع الصحف والقنوات الغربية والاربية عن المنتخب السعودي من بين كل المنتخبات بعد الفوز على افضل لاعب بالعالم ومن اقوى المنتخبات المرشح لكأس العالم وجعل العالم تنظر إلينا بنظرة مختلفة تماماً من خلال إرسال رسالة قوة ناعمة وصلت للعالم بأننا قادرين على المنافسة بأننا نستطيع أن نقود العالم كما استطعنا على إنشاء دول من بطون الصحراء القاحلة على ظهور الإبل حيث ان الصحراء اصبحت دول عظيمة تزخر اليوم  ولله الحمد بقوة اقتصادية وقوة عسكرية وقوة اجتماعية كما اوصلنا رسالة بأن رعاة الإبل خيراً من مربين الكلاب التي لا تحملهم وقت الشدة بعكس الابل التي من على ظهورها سجلت الفتوحات ونقطع بها فيافي الارض بألاف الكيلو مترات ومن بطونها نشرب لبن خالصاً ومن ابنائها ناكل لحماً طرياً ايضاً لفت الامة العربية والمسلمة كما قال صاحب السمو الملكي وزير الطاقة الامير عبدالعزيز بن سلمان حفظة الله هي لم تكن مباراة كرة قدم بل كسر حاجز نفسي من اننا قادرين لأننا ممكنين ولأننا نريد ان نكون القدوة ولأننا نريد ان نكون نموذج ولقد اجتمعت الامة العربية والاسلامية ان السعودية هي النموذج وهي القدوة.

 

الممثل القانوني والكاتب 

فهد بن سهل آل جبر المصارير

للاطلاع على مقالات الكاتب ( اضغط هنا ) 

زر الذهاب إلى الأعلى