المقالات

خلطة X

مع بداية كل موسم شتوي أو صيفي تبدأ وسائل التواصل في استقبال العشرات من المقاطع التي يظهر فيها أشخاص يتحدثون عن كيفية الوقاية من الإصابة بمرض ما أو علاج مشكلة صحية منتشرة أو الإرشاد إلى طريقة فعالة غفل عنها كل الناس إلا (حبيبنا) صاحب المقطع.

 

ولا شك أن الله قد حبا أشخاصا المهارة والخبرة والمعرفة في جوانب صحية معينة ، ولا شك أيضا أن زكاة العلم نشره ، وهذا ما حدا بالكثير – سواء بقصد أو بغير قصد – إلى نشر رسائل تحمل في مضمونها وصفة يدعي مصدرها أنها طبية ، ولكي يقنع المتلقي بصحة كلامه فإنه يضمن المقطع حرف الدال متبوعا باسمه ، وأحيانا أخرى يضع بعض الألقاب التي تكسب تعاطف الناس وتظهر لهم صدق صاحبها ، وإذا نظرنا إلى المعلومة التي يقدمها نجد أنها لا تستند إلى حقائق علمية بل على تجارب لأشخاص أثبتت فاعليتها معهم ( وهذا بلا ابوك ياعقاب ) ، فالأشخاص يختلفون في تركياتهم وحالاتهم وأعراضهم الصحية ، وما يصلح لشخص ليس بالضرورة أن ينجح مع شخص آخر لعدة اعتبارات يجهلها عامة الناس ويعرفها أهل الاختصاص في مجال الطب ، وبسبب ذلك سمعنا عن حالات كثيرة راحت ضحية تصديق وتجربة تلك الخلطات الخطرة التي تروج لها حسابات في منصة X وغيرها بحثا عن التفاعل والمتابعة على حساب صحة الناس وتشويه سمعة الأطباء المتخصصين والتشكيك في مجالهم .

 

إن وزارة الصحة وهيئة الغذاء والدواء (مشكورتين ) كانتا ومازالتا تقومان بدور التوعية والتنبيه من أمثال هؤلاء وما ينشرونه في وسائل التواصل من خرافات وخزعبلات هي أوهى من بيت العنكبوت ، إلا أن هذا الدور ينبغي أن تترافق معه عقوبات مغلظة وتشهير قوي ليكون رادعا لكل من ينشر تلك الخلطات والوصفات ويستخدم الطب في استغلال حاجة الناس وتعريض حياتهم إما إلى مرض مزمن أو موت محقق .

 

الخاتمة:

ليس كل مجرب نافع .

 

بقلم / خالد النويس

الخميس  25 يناير 2024 م 

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا ) 

 

زر الذهاب إلى الأعلى