المقالات

سعودة مقنعة

 

استبشرنا خيرا وتهللنا فرحا عندما تم إصدار قرار سعودة معظم النشاطات التجارية حتى وإن كانت بنسب بسيطة ، فهي عامل مهم ومساعد على القضاء على البطالة التي تؤرق الشباب وذويهم مؤخرا وتسبب لهم قلقا بالغا من مستقبل مجهول ، حتى أتى هذا القرار الذي أعاد لهم الأمل وبث في نفوسهم الطمأنينة بالحصول على وظيفة تسد رمقهم وتؤمن – ولو بشكل جزئي – مصدر دخل يواجهون به مصاعب الحياة وتكاليفها المتزايدة .

 

وبالطبع فإن هذا القرار لم يعجب العمالة الوافدة الذين رأوا فيه مزاحمة لهم على كعكة الدخل العالي الذي توفره تلك الأنشطة التجارية ، إلا أن الشباب السعودي أثبت قدرته وكفاءته في إدارة ما يسند إليه من أعمال ومهام ، رغم المضايقات وأساليب التطفيش التي يواجهونها دون حماية حقيقية ومساندة واقعية من الجهات المختصة التي من المفترض ألا تكون مجرد مراقبة لوجود هذا الشاب في المحل التجاري ، فقد أصبح وجودهم حاليا هو لذر الرماد في عيون مراقبي المحلات بأن صاحب المنشأة قد إلتزم بتطبيق السعودة ، بينما في الحقيقة المشاهدة أن هذا الشاب مجرد واجهة تحايل بها الوافد على القرار لمواصلة فرض هيمنته على السوق وضمان إمساكه بمفاصل المهنة وأسرارها مقابل ريالات معدودة يعطيها لهذا الشاب ولصاحب المحل نهاية الشهر .

 

إننا لا نلوم فقط الجهة المراقبة في عدم قدرتها على القضاء على هذا التحايل المكشوف لأنه أصبح موضوعا شائكا ومستعصيا ، ولكن اللوم أيضا يقع على بعض شبابنا الذين رضوا أن يكونوا من القاعدين خلف كرسي وطاولة المحل ممسكا بجواله طوال الوقت وجل ما يفعله هو طباعة فاتورة الشراء ، وأحيانا يقوم الوافد بطباعتها لكي لا يعرف الشاب بعض المعلومات ، ولم يعلم هذا الشاب أن تواجده ومراقبته لطريقة البيع والشراء والتفاوض ومعرفته بتفاصيل وأسرار المهنة قد تجعل منه صاحب إمكانية لبدء مشروعه الخاص ومنافسة تلك العمالة التي كان بينهم يوما ما ، خاصة وأن هناك جهات حكومية تدعم الشباب في مشاريعهم الخاصة والناشئة ليكونوا هم أصحاب العمل الحقيقيين والذين يعتمد عليهم في بناء اقتصاد الوطن والنهوض به ، فهل يستوعب بعض شبابنا ذلك وينتهزوا الفرصة المتاحة بدلا من أن يكونوا مجرد صورة لسعودة مقنعة ؟

 

الخاتمة :

أيها الشباب أتيحت لكم فرص فانتهزوها

 

بقلم / خالد النويس

27 ديسمبر 2022 م 

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )    

زر الذهاب إلى الأعلى