المقالات

شخطة قلم يا رجال

الوظيفة هي أمانة يتقلدها الإنسان وفق ما كلف به من أصحاب العمل او المخول بذلك في منحك تلك الأمانة حيث تستأمنك تلك الشركة أو الجهة على بعض أو كل المهام التي هي جزء لا يتجزأ من نجاح ونمو وازدهار تلك الجهه؛ فلذا عليك أن تستوعب مدى هذه المسؤولية وتحترم ثقة من ولّاك تلك المسؤوليات

 

من المؤسف للغاية عندما يتحمل البعض نتائج كارثية كان سببها في ذلك المجاملة التي يتأثر بها البعض على حساب حياته  ومستقبله، فمن الأخطاء التي يقع فيها كثير من الموظفين –مع الأسف- المسارعة إلى توقيع المعاملة حين تحال إليهم بحسب العادة الجارية في العمل، دون تمحيص لها ولا تدقيق لموضوعها، ولعل السبب في ذلك –من وجهة نظري- يرجع إلى عدة أمور:

أولاً/ قد يكون من الموظفين المستجدين الذين لا يدركون مدى مسؤولية توقيعه على سير المعاملة.

ثانيًا/ الثقة العمياء في زملاء العمل، أو ما يكون من المجاملة فيما بينهم، بحجة “النخوة” أو بداعي “الفزعة”، لاسيما إذا كان الموظف من ذوي الشخصيات الضعيفة التي لم تتعود على الاستقلال بالرأي، مما يستدعي تفعيل دور المدير المباشر أو المشرف أو أحد الزملاء المؤثرين؛ لتصحيح موقف الموظف في هذه الحال، وتنبيهه إلى خطورة الأمر وتذكيره بذلك؛ لئلا يكون ضحية لزملائه.

ثالثاً/ قد يكون الموظف ممن يعلم مسؤولية ذلك الإجراء، ولكن من باب “الفزعه”

 

( يا رجال شخطة قلم!)

هذي في الحقيقة من الكلمات المستفزة الذي يتعمدها ذلك الزميل او صاحب المعاملة بهدف تسريع اجراء او بهدف عدم تدقيق ذلك الموظف على ما بين السطور؛ كي لا تتعطل مصلحته وينال ما يريده، دون اهتمام بما قد يقع عليك عزيزي الموظف من الآثار القانونية جراء ما قمت به من توقيع دون التأكد

عزيزي الموظف هكذا حال كثير من البشر لا يهمهم  إلا مصالح أنفسهم دون النظر في مصالح الاخرين أو مراعاتها.

لقد علمتني مواقف الحياة كما علمت الكثيرين بأن هذا ما يحصل في الغالب؛ لذا لا تخسر أمانتك، وتقصر في عملك، فمن خسر أمانته ماذا كسب؟

عليك اخي الموظف أن تتذكر دائماً وابداً أن الموظف على وجه الخصوص والإنسان على وجه العموم مسؤول عن أي تصرف يتصرفه تجاه الآخرين سواءً كتابةً او قولاً او فعلاً يقوم بأدائه.

 

ختاماً عزيزي الموظف

تذكر دائماً أن توقيعك يعبر عن رضاك عما ورد في تلك المعاملة سواءً أكانت في حالتها الصحيحة الطبيعي أو غيرها.

أنت مسؤول كموظف أنت مسؤول كا أنسان أنت مسؤول؛ لأنك تعتبر بكامل أهليتك المعتبرة شرعاً وقانوناً.

لذلك كن حذراً؛ كي تتجنب وقوع الآثار القانونية التي قد تقع عليك بسبب توقيعك على تلك المعاملة دون التقصي هل تستحق تلك المعاملة التوقيع وإكمال إجراءاتها أو رفضها واسترجاعها للجهة التي صدرت منها للتعديل او الحفظ او الرفض التام.

 

الممثل القانوني والكاتب 

فهد بن سهل آل جبر المصارير

05 مارس 2023 م 

للاطلاع على مقالات الكاتب ( اضغط هنا ) 

زر الذهاب إلى الأعلى