المقالات

فيصل بن بندر: من نهج سلمان

إمارة الرياض، العاصمة الرياض، الحكم لله ثم لـ عبد العزيز، هذه الخصوصية لإمارة الرياض نابعة من الأهمية التاريخية للرياض تاريخ المملكة وحاضرها المشرق ومستقبلها الزاهر، العاصمة السياسية كما نحب ان نسميها، لان دولتنا العتيدة لديها أيضا أم القرى العاصمة الدينية مكة المكرمة، بروحانيتها وقدسيتها واهميتها لكافة مسلمين العالم منذ قديم الزمان وحتى يرث الله الأرض وما عليها، لكن تبقى الرياض لها الحس الوطني السعودي الخاص، المدينة التي نمت وكبرت وتطورت وتقدمت، حتى أصبحت محط أنظار العالم كله.

 

لمدة خمسين عاما، كان سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز نصره الله وأطال لنا في عمره، أميرا لها، قيما عليها، رفيقها وصاحبها، حين بدأت علاقة الملك سلمان بمنطقة الرياض في العام 1954م، وقبل ان يتم عامه العشرين، ليقود واحدة من أكبر عمليات التطوير العمراني في المنطقة والعالم، ولهذا وأكثر منه لا يسعنا الوقت لسرده، فإن شخصية أمير الرياض لطالما حظيت باهتمام خاص، من باب انه امير العاصمة، ومن باب ان سيدي سلمان قد أتعب من بعده في مهمة امير الرياض، وبعد ان تولى الامارة بعد تولي سيدي سلمان وزارة الدفاع في العام 2012، عددا من أصحاب السمو الملكي، إلا ان العهد الجديد بالرؤية الجديدة بالتحول الوطني، كان يلزم اختيار شخصية ملهمة، تملك المقومات ذات البعد التاريخي، والتمثيل السياسي، ومواكبة روح التغيير الذي تشهده الرياض والمملكة اليوم.

 

من هنا كانت ثقة سيدي سلمان وسيدي ولي العهد عراب الرؤية وقائد مسيرة النهضة الجديدة حفظهم الله، في اختيار صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز حفظه الله، أميرا للرياض، وقبلها كان سموه أميرا للقصيم، والكل يجمع ويشهد ان شخصية فيصل بن بندر شخصية قريبة جدا للناس وقلوبهم ومحبتهم، قوية متعددة الخيارات، لا يمكن بأي حال من الأحوال ان تفصل بين طبيعته الشخصية وبين مهامه ودورها كأمير للرياض، فهو الأمير المعلم، والمستشار الأمين، والمنفذ القوي، ولكي تكتمل الإدارة بالحنكة والخبرة والروح الشباب، كان اختيار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبد الرحمن بن عبدالعزيز نائبا له.

 

قصة فيصل بن بندر أميرا للرياض، قصة تحتاج الى وقفة وتأمل ودراسة، فما حملته الرؤية 2030 من برامج وخطط وتوسع، فإن الرياض كونها العاصمة والمدينة، ذات اتصال مباشر مع كل ما يجري في المملكة وخارج حدودها كإمارة، فكانت إدارة فيصل بن بندر الحكيمة الرزينة المبنية على أسس علمية و متلامسة مع الواقع متماشية مع المستجدات، وبنفس الوقت دافعة حقيقية لعجلة النمو، ومسرع تنفيذي للإنجاز المتميز، وكثيرة هي المواقف التي شهدناها لسموه سواء في التوجيه او القيادة، خاصة وانه لا يتهاون ولا يتساهل ابدا مع الخطأ إن وجد، ومحفز مشجع للجميع للعمل والانجاز وتحقيق الأهداف.

 

من نهج سلمان تنبع الشخصية الخاصة بسمو أمير الرياض فيصل بن بندر، فهو يعلم جيدا ان سيدي سلمان قد اتعب كل من اتى بعده اميرا للرياض، وان كانت المقولة جائزة في الوصف ان الرياض احبت سلمان، فإنه وبكل تأكيد يمكن الجزم بان الرياض تحب أيضا كل من على ومن نهج سلمان، لهذا فان روح المدينة حين تحب اميرها، فإن تألقها يكون مختلفا، ومع فيصل بن بندر تشعر بكل مصداقية بحضوره أنك فعليا بحضور الرياض، وحين قلت ان فيصل بن بندر شخصية ملهمة، فهذا واقع نعيشه معه، ففي لحظات يكون الأب لنا، وفي لحظات يكون الأخ والصديق، فكيفما كانت الواقعة والحالة، يكون فيصل بن بندر حاضرا كما يحتاجه الامر اميرا ملهما حاكما عادلا إداريا ناجحا خطيبا حكيما مسؤولا صارما شديدا في الحق انساناً عطوفا رحوما .

 

بقلم / د.طلال الحربي 

الخميس  11 يناير 2024م 

للاطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا ) 

 

 

سناب صحيفة صراحة الالكترونية
زر الذهاب إلى الأعلى