المقالات

قنابل موقوتة

جميعنا يعلم أن المرض النفسي قد يصيب عقل الإنسان في أي مرحلة من مراحل عمره ولأسباب كثيرة ، فيحدث له اعتلالات متفاوتة ، إما أن يتم تداركها ليعود إنسانا طبيعيا أو ( يخلف الله عليه ) ويصبح هما وعالة على ذويه ومجتمعه ، بل وقد يشكل خطرا متحركا لكل من يخالطه من أهله أو يصادفه من الغرباء ولو لثواني معدودة .

 

والمثل الشعبي ( مايبزى المجنون إلا أهله ) لا ينطبق على عائلات كثيرة عجز أفرادها عن احتواء ابنهم المريض نفسيا وفقدوا السيطرة عليه داخل المنزل ، فأصبح رغما عنهم هائما على وجهه طوال اليوم خارجه – وهنا مكمن الخطورة – فالمرض النفسي ليس له علامات ظاهرة لكل الناس ، وقد يعتدي بالتلفظ أو الضرب أو حتى القتل لكل من يختلف معه سواء كان صغيرا أو كبيرا ، رجلا أو امرأة ، فهو في حالة نفسية لا يستطيع معها التمييز أو التفريق بين من يقابلهم ، وقد وقعت حوادث سابقة من مرضى نفسيين في أماكن عامة وراح ضحيتها أبرياء وتناقلها المجتمع ، وكان آخرها جريمة القتل التي حدثت في الرياض قبل يومين في أحد الشوارع العامة .

 

وفي مقال سابق قبل سنة تقريبا كتبت محذرا من خطر ترك المرضى النفسيين في الشوارع خصوصا على الصغار والنساء ، فقد أصبحوا قنابل موقوتة قد تنفجر في أية لحظة وسط إهمال مشترك من العائلة ومن الجهة المختصة عن احتوائهم وإعادة تأهيلهم ، إلا أن صوتي لم يكن مسموعا ليصل إلى من يهمه الأمر ويبادر في التعامل الأسرع والأمثل كي لا تتكرر مثل هذه الحوادث في مجتمعنا ونكون أنا أو أنت الضحية القادمة .

 

الخاتمة :

أبطلوا القنابل الموقوتة قبل انفجارها

 

بقلم / خالد النويس

زر الذهاب إلى الأعلى