المقالات

قيادة حكيمة ودولة عظيمة

في كل عام، يتجدد الفرح والاعتزاز في قلوبنا نحن السعوديين، وذلك لمناسبة اليوم الوطني الذي يعكس تاريخاً مجيداً مليئاً بالإنجازات والطموحات. هذا اليوم الذي يأتي محملاً بأحلام الأجيال، وتطلعات الشباب، وخطط الحالمين بغدٍ أفضل، ذلك اليوم الذي يمثل تجسيداً لروح الوطن والانتماء،

فالأحلام التي تتخذ شكل الأماني والرغبات، هي ما تمنح الحياة معنى وإشراقاً. وفي اليوم الوطني، تنبض قلوبنا بتلك الأحلام، ونكتب على صفحات التاريخ تلك الأماني التي تعبر عن حبنا العميق لبلادنا الغالية وتفانينا في بنائها ورقيها. فاليوم الوطني ليس مجرد مناسبة وحسب، بل هو احتفال بالوحدة والتلاحم، وتجسيد لروح العطاء والتفاني.

ولا شك إن رؤية مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله ورعاهم الدور العظيم في دعم التنمية والتطوير للمملكة والذي يشهد به العالم اجمع. وإن وتوجيهاتهما الحكيمة كانت القوة الدافعة وراء تحقيق تلك النجاحات المبهرة في مختلف الميادين. فقد تم تحويل أحلامهما إلى واقع ملموس يتجلى في مشاريع عملاقة وإصلاحات هيكلية تهدف إلى تعزيز الاقتصاد وتوفير فرص العمل وتطوير القطاعات الحيوية. وعندما نستعرض دورهم الكبير نجد أنهما قد خططا بحكمة ورؤية ليقودا المملكة نحو التقدم والتطور، وإنهما واجها التحديات بثقة وقوة، وسعياً لبناء أسس تنموية تعزز من استقرار الوطن وازدهاره.

وكما تتجلى رؤى القادة في المشاريع الوطنية الضخمة والإصلاحات البنيوية، تتجسد أيضاً في تمكين الشباب ودعمهم لتحقيق أحلامهم. وذلك لأن الوطن الذي يبنى بيد الشباب سيكون أقوى وأكثر حضورا، ولذا فإن دعمهم وتمكينهم يعدان أساساً قوياً لبناء مستقبل مشرق،

فبحكمة ولاة امورنا وحنكتهم ونظرتهم الثاقبة، تمضي مملكتنا الغالية قدماً نحو مستقبل واعد. فالرؤى الوطنية والاستراتيجيات المدروسة أصبحت هي الخارطة التي ترسم معالم التقدم والازدهار، فتحولت المشاهد الصحراوية إلى مدن متطورة، والتراث الغني إلى رافد من روافد للتنمية المستدامة.

فالعاطفة التي تغمر قلوب الجميع هي ما تميز اليوم الوطني السعودي، فذلك اليوم يجمع بين الفخر بالتراث والانتماء للوطن، وبين التفاؤل بمستقبل مشرق يحمل في طياته تحقيق الأماني والطموحات، فهو يوم يسطر لحظات لا تُنسى في تاريخ الوطن وأبنائه.

وبالفعل، يا وطني الحبيب، يومك الوطني هو لحظة نجتاز بها حدود الزمان والمكان، تعبيراً عن وفاء الأجيال لجدودها وارتباطها بأرض الأجداد. فإنها فرصة لتجديد العهد والولاء، ولبثّ روح الانتماء بين أبناء هذا الوطن الغالي.

فتبدأ الاحتفالات من كل شبرٍ من أراضي مملكتنا الحبيبة، حيث تتزين الشوارع بالأعلام والشعارات، وتمتزج الأصوات بأنغام الفرح والترحيب بمرور هذا اليوم الذي يأتي كي يكون الرابط بين الأجيال المتعاقبة. وفي كل مكان، تتوحد القلوب حول العلم الوطني، معبرةً عن تلاحم الشعب واستعداده لبناء مستقبل أفضل.

وكم يلامس القلب هذا الحدث الوطني، الذي يجمع بين الفخر بالماضي وتطلعات المستقبل. فهو فرصة لنستلهم من تاريخ الوطن عبر العصور، ونسير نحو تحقيق مزيدٍ من النجاحات والتطورات، إنه يذكّرنا بأن العزيمة والعمل الجاد هما الطريق لبناء مستقبل يليق بتطلعاتنا وأمانينا.

فلنحتفل بهذا اليوم بكل فخر واعتزاز، ولنعمل بروح الجماعة والتكاتف من أجل تحقيق المزيد من الإنجازات، فهو يوم نمزج فيه بين الفرح بتحقيقات الماضي وتطلعات المستقبل، ونؤكد من خلاله أن وحدتنا وإيماننا بوطننا هما مفتاح تحقيق المزيد من التقدم والرخاء.

وفي الختام، نسأل الله أن يحفظ وطننا وقادتنا، وأن يديم علينا نعمة الأمن والاستقرار، وأن يجعل مستقبل بلادنا الغالية أكثر إشراقاً وازدهاراً. فأنت ياوطني، تستحق كل هذا الحب والولاء، وسنظل نعمل من أجلك بكل ما نملك. ويبقى يومك الوطني تذكيراً مستمراً بأن الأحلام إذا ما صقلت بالعزيمة والجد والاجتهاد، فإنها يمكن أن تتحقق بكل يقين. ومع قيادة حكيمة وشعب مخلص، ستبقى مملكتنا تسير نحو المستقبل بثقة وإيمان، لتحقق المزيد من الإنجازات وترسخ مكانتها الريادية في عالم متجدد ومتغير.

 

الكاتب / طارق محمود نواب

10  سبتمبر 2023 م

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )

سناب صحيفة صراحة الالكترونية
زر الذهاب إلى الأعلى