المقالات

كبدة طازجة

لا يكاد يخلو شارع تجاري في أحياء الرياض إلا ونجد عن يمينه أو يساره محلا – وربما محلات – يرفع لوحة كتب فيها (كبدة طازجة)، وهذه الكلمة أو العبارة لها وقع خاص لدي كثير من السعوديين بشكل أشبه بالسحر، فهم يقرؤونها ببطونهم الفارغة صباحا فتجذبهم إليها جذبا يجعلهم يميلون بمركبتهم من مسارهم إلى ذلك المحل غير ابهين بما ينتج عن ذلك.

 

الكثير منا أصبح صحن الكبدة – فضلا عن كوب القهوة – جزءا من طقوسه الصباحية قبل التوجه إلى عمله ، ومن هنا تبدأ المشكلة التي يتسبب بها ( مدمن الكبدة ) سواء بعلمه أو بدونه ، وكتابة كبدة طازجة على لوحة المحل تضمن لصاحبه إقبالا كبيرا ودخلا ممتازا من مدمني الكبدة ، حتى ولو كانت تلك الكبدة مجمدة أو ليست ذات جودة عالية أو مجهولة المصدر ، فهذا أمر متروك لإشراف البلدية وجولاتها الرقابية ، أما الأمر الأهم لدى هؤلاء الكثير فهو الوقوف أمام هذا المحل حتى ولو كان فيه عرقلة لحركة السير من ناحية الوقوف الخاطئ أو خلف سيارات متوقفة بشكل نظامي أو أخذ جزء من المسار الأيمن للطريق ، غير ابهين بما يسببه ذلك من ازدحام ووقوع حوادث وتأخير مصالح ، فالمهم هو التلذذ بـ ( كبدة مكشنة على الصاج ) .

 

وما يزيد الأمر سوءا هو استخدام بعض هؤلاء لسيارات الجهة الحكومية التي في عهدتهم ليقوموا بارتكاب هذه المخالفات أو غيرها، ورغم ملاحقة المرور ورصد المخالفات الميدانية بحقهم إلا أن هذه الظاهرة ماتزال مستمرة وبخاصة في أوقات الذروة الصباحية، وإحقاقا للحق فإن للمرور كل العذر إن هو ضاعف العقوبة بشكل يضمن معه الحد من استهتار هؤلاء بحقوق الطريق والآخرين، فالتوعية لم تؤت ثمارها والتنبيه لم يجد نفعا، لذا وجب إعادة النظر في تشديد العقوبة بما يضمن ردعا لتلك السلوكيات الخطرة.

 

خاتمة الكتابة:

الكبدة الطازجة قد يكون ثمنها كبد بريئة .

 

بقلم / خالد النويس

01 ديسمبر 2023 م 

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )     

زر الذهاب إلى الأعلى