المقالات

كبيرهم الذي علمهم القفز

ليس غريبا ما نراه من زحام في شوارع الرياض معظم أوقات اليوم ، بل وليس غريبا أن نستغرق ساعة للوصول إلى موقع كان يأخذ منا عشر دقائق ، لا ليس غريبا أن نرى ارتداد السيارات على الطرق الداخلية فضلا عن الرئيسية ، نعم ليس غريبا عندما تشاهد التهاون بالنظام المروري وتحويل الشوارع إلى حلبات سباق من قبل البعض ، وبالطبع ليس غريبا عندما ينتقل الاستهتار في القيادة من المواطن إلى المقيم .

 

كل ذلك وأكثر نراه بشكل يومي في جميع الأوقات ، وفي المقابل لا نرى مؤشرات واضحة وملموسة على قدرة جهاز المرور في التعامل مع هذه الاختناقات المميتة والسلوكيات المستفزة ، وقد نلتمس العذر للجهاز إذا علمنا مساحة الرياض الواسعة وعدد شوارعها وعدد السيارات التي تستخدمها ما بين حافلات نقل الركاب وشاحنات المقاولات والبضائع وبين السيارات الصغيرة التي يستخدمها أصحابها مع عائلاتهم ، ويبدو أن التقنية الحديثة والكاميرات المثبتة على أعمدة إشارات المرور لم تستطع إيقاف المستهترين بقطعها ولا المتجاوزين لمثلثاتها ، بل وصل الحال إلى أن يقوم كبير في السن بالقفز بسيارته المرتفعة على الرصيف ويتجاوز من خلفه من السيارات ومعهم الإشارة المرورية غير آبه بالعواقب ولا محترما كبر سنه وأنه قدوة لمن خلفه .

 

وهذا الاستهتار في بعض السلوكيات والمخالفات المرورية جعل البعض يتمادى ويستمر في ارتكاب المخالفات، لعلمه المسبق بعدم وجود مراقبة ميدانية وعدم ضبطه من الكاميرات المثبتة وبالتالي إفلاته من العقوبات ، وقد انسحب ذلك – وللأسف – على بعض المقيمين الذين لم يلتزموا بالمثل المعروف : ( ياغريب كن أديب ) ، فأصبحوا يحاكون أولئك المستهترين في مخالفاتهم وتجاوزاتهم .

 

نعلم يقينا أن الإخوة في اللجنة المشتركة من جهات عدة لبحث أزمة الزحام المروري – وعلى رأسهم سمو أمين منطقة الرياض – لا يألون جهدا في محاولة إيجاد حلول سريعة مؤقتة وحلول بعيدة مستمرة ، لذا نشد على أيديهم وندعوا لهم بأن تكلل اجتماعاتهم بما يعكس ويواكب المكانة التي وصلت إليها المملكة وما ينتظرها من استحقاقات عالمية منتظرة .

 

الخاتمة :

الإحساس بالمشكلة أول الحلول

 

بقلم / خالد النويس

الخميس 15 فبراير 2024 م 

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا ) 

زر الذهاب إلى الأعلى