المقالات

كل عام والشكوى بخير

مع كل تقدم تقني يشهده العالم يقابله ارتياح وتيسير على المستخدم ، فما كان سابقا يستقطع وقتا طويلا في طوابير الانتظار ويتعب في الذهاب والإباب والزحام أصبح اليوم بفضل التقنية لا يستغرق سوى دقائق معدودة يقضيها المستفيد في تنفيذ الخدمة المطلوبة (وهو يتقهوى ويقدع)  متكئا في مكانه .

 

ولأن الحياة أصبحت تعتمد على التقنية في معظم شؤونها فقد أصبح لزاما على كل الجهات مواكبة هذا الاعتماد بتقديم أرقى الخدمات وأعلى مستويات الراحة والأمان والثقة لدى المستفيد ، وهذا ما تم بالفعل وصرنا نلمسه حقيقة في واقعنا المعاش وتعاملاتنا اليومية ، وبما أن للتقنية مزايا كثيرة فبالتأكيد أن لها عيوبا عديدة لا يسع المقال لذكر معظمها ، ولكن سنكتفي بذكر واحد منها ونرجو أن يتنبه له المهتمون في الجهات ذات العلاقة كل حسب اختصاصه النظامي .

 

أحد هذه العيوب هو عندما يقوم الشخص بالاشتراك والاستفادة من عروض بعض الشركات التجارية فإنها سرعان ما تدرج اسمه ورقم هاتفه ضمن قاعدة البيانات لديها دون الحصول على موافقته أو استئذانه ، وبالتالي تجعله حقا مباحا لكل مندوبي مبيعاتها متى ما أرادوا أن يمارسوا إزعاجهم وتطفلهم على المشتركين بحجة (عندنا عرض خاص لك) ، بينما هم في الواقع يتسابقون للحصول على نسبة من عائد تلك الاشتراكات ، وهذا جزء من عملهم كمندوبي مبيعات ، إلا أنه لا يعطيهم الحق في الأسلوب (المزعج) المتبع في الإرسال ، ولا يعطي قبلهم الحق للشركة التي يسوقون لها بأن تسمح لهم بالوصول إلى بيانات مشتركيها وتجعلها تحت تصرفهم واختيار ما يشاؤون منها .

 

ومايثير الاستغراب أن تلك الشركات تعلم أن ذلك يعتبر مخالفة تقنية يعاقب عليها نظام الجرائم المعلوماتية ، إلا أن عدم معرفة الشخص بالجهة المختصة التي تستقبل بلاغا من هذا النوع يجعل الشركة تستمر في مخالفتها للنظام من جهة ، ويضع الشخص في حيرة من أمره من جهة أخرى ، فهو يحتار في شأن رسالة (واتسابية) تصله بنفس الصيغة من أرقام مختلفة وفي أزمنة متفاوتة لشركة واحدة ، فهيئة الاتصالات تحيل الشكوى إلى مزود الخدمة ومزود الخدمة بدوره يحيلها إلى هيئة الاتصالات ، وما بين هذه وتلك لا ندري حتى الآن من هي جهة الاختصاص التي نتوجه لها لتنصفنا من الانتهاك المستمر لواتسابنا ، وهذا بلا شك من عيوب التقنية التي تزعج المستخدم وتجعله حذرا منها .

 

الخاتمة :

لمن نشتكي مستقبلا ؟

بقلم / خالد النويس

20 إبريل 2023 م 

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )    

 

زر الذهاب إلى الأعلى