المقالات

كل عام وانتم بالوجود 2024م

في لحظة انطلاقة لأشعة الشمس لتعلن عن انطلاقة ومولد عام جديد، وهي تلك الأشعة الأولى التي تتلألأ فوق سماء يوم جديد بأحلام وأماني تجلب معها وعودًا ببداية جديدة… جديدة بجميع معانيها وإمكانياتها. تلك الفرصة لإلقاء نظرة عميقة على أنفسنا وعلى المسار الذي قطعناه حتى هذه اللحظة. وبينما نحن على أعتاب فارقة بين الماضي والمستقبل، وبين لحظات مرت تحمل في طياتها مشاعر مختلطة من الفرح والحزن، ولحظات أخرى قادمة تعبأ بالآمال والتطلعات الجديدة نجد أنفسنا على أعتاب العام الجديد، فتتناثر وتتطاير الايام الماضية من حياتنا كأوراق الشجر تاركة خلفها ذكريات متباينة بين الحزن والفرح، ومن النجاحات والتحديات.

فنحن نخطو اليوم صوب ايام جديدة بتطلعات جديدة، حيث ننتظر فيها بداية لمسة سحرية ومغامرة جديدة. وبين رؤية آمال تتحقق وأهداف جديدة يتم وضعها فهي الفرصة الحقيقية للتوقف والتفكير في ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا أيضاً. ففي هذه البداية، يجب علينا أن نضع لحظة لأنفسنا… لحظة نقف فيها لنتأمل طريقة عيشنا ونستدرج أفكارنا ومشاعرنا إلى النور للتقييم الذاتي.

إنه وقت محاسبة صادقة مع أنفسنا، حيث نقف أمام مرآة الحياة ونستعرض كل قراراتنا وأعمالنا وتحولاتنا خلال العام الماضي. نراجع حساباتنا الشخصية بعمق وصدق، ونعترف بالأخطاء والتحديات التي واجهتنا، ونحتفظ بالإنجازات التي حققناها بكل فخر.

لقد مر عام ونراه الآن يتلاشى بما حمله من آلام ومتاعب ومن الأفراح أيضاً، وفي هذا اللحظة الفريدة والساحرة، علينا الانصات لصوت الصمت وهدير الأفكار… علينا أن نذكر أنفسنا بهذه القصص القديمة ونكتب قصائد جديدة كلها فرح وأمل بما هو قادم، ونعيد ترتيب أفكارنا وتقييم أهدافنا وتنظيم أحلامنا مرة أخرى.

وهنا أنا لا اقصد بمحاسبة أنفسنا أننا موجودون للاتهام وإبراز الأخطاء فقط، بل نحن هنا لنصبح أفضل مما نحن عليه الآن. إنها عملية تحويل واعية تمكننا من التطهر والتجديد. لذلك، يجب أن نفتح قلوبنا وعقولنا للتغيير، مستعدين لاستقبال تحديات العام الجديد بروح من الاستعداد والشجاعة.

وفي بداية العام الجديد، نحن لا نقدح الذكريات الماضية فقط، بل نسعى لإلهام أنفسنا بتجاربها ونتعلم منها. نحن نفعل ذلك لأننا ندرك أن الأمل والطموح والشغف يمكن أن يتجددوا. إنه وقت لصنع قصة حياة جديدة، وملء صفحاتنا البيضاء بألوان المبادرة والتغيير.

فلنعطِ الماضي وداعاً ونستقبل الحاضر بشغف وتفاؤل، ولتكن بداية العام الجديد انطلاقة لنا نحو النمو والتطور، حيث نسعى جاهدين لتحقيق أحلامنا وتحقيق أهدافنا العظيمة. وبتحديد الأهداف العامة وبتحديد أولوياتنا التي يجب البدء بها، سيكون لديك القدرة على إنجاز الأهداف بطريقة فعالة ومرضية.

ولنعاهد أنفسنا على الاستفادة من دروس الماضي والتطلع إلى المستقبل بثقة وتفاؤل. فنحن قادرون على إعادة كتابة قصص حياتنا وتحويل أحلامنا إلى حقائق. وإن كان العام الماضي حمل لك جراح وإخفاقات و هزائم، فأنظر لعطية الله لك كفرصة جديدة ، أبدا بقلب جديد وروح جديدة. انظر بثقة للأمام، لا تكرر في العام الجديد ما ارتكبته من اخطاء في العام الماضي. وتقبل هذا العام بروح متجددة وإيجابية.

فلنبدأ بداية جديدة مع عام جديد وأيام جديدة، بقلوب متجددة وأفكار إيجابية، ولنتحول إلى أشخاص أفضل ونحقق نجاحاً حقيقياً في كل جانب من جوانب حياتنا. فالعام الجديد ليس مجرد أرقام وتواريخ، بل هو فرصة للتميز والتفوق والتحقق الذاتي،فشكرا من الاعماق 2023م واهلا بالعام الجديد 2024م متمنين للجميع ان تكون سنة حلوة وجميلة تتحقق فيها احلامهم وتنمو فيها امالهم.

 

الكاتب / طارق محمود نواب

01 يناير 2024 م

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )

 

سناب صحيفة صراحة الالكترونية
زر الذهاب إلى الأعلى