المقالات

لاتعطوهم

أيام قليلة وتبدأ نفحات موسم الخير والبركة بعد شوق طال انتظاره لشهر رمضان المبارك الذي تكثر فيه أعمال الخير والتقرب إلى الله رغبة فيما عنده من أجر وثواب ، وهذا ما اعتدنا عليه كمسلمين في كل عام وفي كل مكان على وجه الأرض .

 

ولأن السعي في عمل الخير خصلة جبلنا عليها بفضل الله فإنها تزداد في رمضان بشكل مضاعف ، حيث نبحث فيه عن كل ما نظن أنه يقربنا إلى الله ويزيد ميزان حسناتنا ، وهذا ما يدفع الكثير منا إلى التفاعل مع أي دعوة أو سؤال لطلب المال أو حتى المساهمة في عمل خيري تدفعنا فيه حسن النية وابتغاء الأجر دون التثبت والتأكد من استحقاق هذا السائل أو تلك الجهة التي غالبا لا نراها ومثيلاتها إلا مع اقتراب رمضان وغياب شبه تام بقية شهور السنة ، وكأن التبرع للجمعيات لا يكون إلا في رمضان ، ولا يعني ذلك أن نقبض أيدينا عن التبرع لها ، بل نبسط لهم اليد بالبذل والعطاء وتشجيع الآخرين على ذلك مادامت أنها جمعيات رسمية مرخصة وتحت إشراف الجهات المسؤولة .

 

وللأمانة فإن موضوع الجمعيات أصبح ميسرا وسهلا في ظل التنظيم والإشراف الرسمي عليها من الدولة ويجعل المتبرع مطمئنا بوصول تبرعه لمن يستحقه ، إلا أن ما يبعث القلق ويثير الحنق هو ذلك المشهد المتكرر في كل رمضان عندما نجد انتشار المتسولين عند أعتاب المساجد وتقاطعات الإشارات ومداخل الأسواق وصور استدرارهم للعطف واستغلال حب الناس للخير في رمضان ، فبالرغم من إقرار نظام يعاقب المتسول سواء كان مواطنا أو أجنبيا إلا أننا نرى أن هذه الظاهرة تتكرر وتتجدد مع كل رمضان ، والسبب الأبرز في ذلك هو حب فعل الخير وتقديم حسن النية لدينا ، وهذا ما أوقع البعض في منزلقات كانوا في غنى عنها لو أنهم دفعوا بتبرعاتهم إلى الجمعيات الخيرية الرسمية ، فهي الأعلم بالمستحقين المتعففين ، أما متسولو المساجد والإشارات والأسواق فلا تعطوهم هللة واحدة حتى ولو كنتم قد خصصتموها للصدقة ، فما تم ضبطه سابقا من أموال قدمت كتبرعات واكتشف لاحقا أنها تستخدم ضد أمننا ووطننا لخير شاهد على مطالبتنا بمنع تقديم الأموال لهم ، ولسنا بذلك ننهر السائل ولكننا نطلب التثبت والتأكد قبل تقديم ما تجود به النفس ، وسلوك المسلك الرسمي للتبرع عبر المنصات المعتمدة ، فعمل الخير قد تم تسهيله حتى ونحن في المنزل ، فلنكن عونا للقضاء على هذه الظاهرة ولا نجعل حسن النية وحب الخير معول هدم من حيث لا ندري .

 

الخاتمة : بضغطة زر تكسب أجر وتمنع شر

 

بقلم / خالد النويس

10مارس 2023 م 

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )    

 

زر الذهاب إلى الأعلى