المقالات

لا تدقق

 

يبقى الكمال ناقصا في طبيعة الإنسان مهما حاول في الوصول إليه، وحتى إن اكتمل فيه جانب فحتما ستكون هناك جوانب أخرى يعتريها النقص، وهذه الزاوية عمياء لدى كثير من الناس الذين يركزون النظر في غيرهم ويحكمون عليهم من خلال أمور ظاهرة هي في الغالب أمور سطحية ليست بذات أهمية ليبني عليها حكم أو رأي تجاه الآخر.

 

إن ما نراه من سلوكيات وتصرفات من البعض قد تكون سلبية من زاوية رؤيتنا ونصدر عليها أحكاما ونبني عليها موقفا يستمر لفترات طويلة، إلا أنها لدى أولئك البعض هي أمر اعتيادي تعودوا عليه بل ويختلقون له كل المبررات ليقنعوا الآخرين به، ومثل هؤلاء يصعب الدخول معهم في نقاش أو حوار لكي نقنعهم بأنهم على خطأ رغم وضوحه في رابعة النهار، لذا يفضل تركهم إلى ما يرونه صحيحا وعدم إضاعة الوقت معهم وسيكون الزمن كفيلا بإقناعهم.

 

ومن المهم جدا أن يلتزم الإنسان بقاعدة نفسية جميلة ومريحة إلى حد كبير وهي (لا تدقق)، وقبل أن يثبت علماء النفس صحة هذه القاعدة ومدى تأثيرها على النفس البشرية فقد أثبتها ديننا الإسلامي في قوله عز وجل (ولا تقف ما ليس لك به علم.. ) وقول نبيه صلى الله عليه وسلم: (من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه) وغيرها من أقوال الصحابة والحكماء والعلماء التي تبين أن راحة البال وصفاء النفس وطمأنينة الروح تكمن غالبا في التغاضي وعدم التدقيق في صغائر الأمور فضلا عن كبائرها إذا لم يكن الإنسان طرفا فيها ، ولاشك أن هناك الكثير من التجارب الشخصية التي اتبعت قاعدة ( لا تدقق ) وتمنت لو أنها طبقتها منذ وقت مبكر في حياتها .

 

خاتمة الكتابة:

إذا أردت راحة البال فلا تدقق.

 

بقلم / خالد النويس

15 ديسمبر 2023 م 

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا ) 

 

زر الذهاب إلى الأعلى