المقالات

للمساهمة .. اضغط الرابط

 

حب الخير والدلالة عليه والمسارعة فيه سمة بارزة من سمات المجتمع السعودي الذي كان ومازال محافظا على هذه السمة ويتوارثها جيلا إثر جيل ولله الحمد ، فما إن نجد أمرا فيه منفعة للغير إلا ونرى أنه قد انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي بقصد الإرشاد إليه وتوضيح آلية الاستفادة منه ووقته وزمانه ، وكل ذلك مقابل دعوة بالخير لمن دل عليه .

 

وعندما ننظر إلى هذه السمة على أنها زيادة في الأجر والثواب وقوة الترابط بين أفراد المجتمع فيجب علينا في الوقت الحاضر أن نغلب الجانب العقلي وننظر بواقعية إلى فعل الخير الذي يطلب منا مباشرة كفعل فردي أو عن طريق الاشتراك في فعله كمجموعات ، وألا نتسرع بالانسياق وراء عاطفتنا المحبة للخير دون التثبت والتحقق من مصدر هذا الطلب وصحة المعلومات والغرض منه وطريقة تنفيذه والمستفيد الفعلي منه ، وهذا ليس تشكيكا أو تنفيرا من فعل الخير والدعوة إليه ، ولكن لأن الزمن تغير وأساليب الاحتيال تطورت مستعينة بالتقدم السريع للتقنية ومستغلة الثغرات الإلكترونية فيها .

 

وحسن ما قامت به حكومة المملكة عندما نظمت فعل الخير وجعلته في منصة رقمية تحت إشراف حكومي يبعث الثقة في نفس الراغب بفعل الخير ، الأمر الذي جعل الشبكات الإجرامية تسلك مسلكا آخر وتنتحل صفة البنوك بروابط وهمية قد تخفى حتى على بعض المتمرسين في التقنية ، وهنا يأتي دور البنك المركزي بشكل خاص والبنوك بشكل عام في وضع حلول سريعة وخطط آمنة تضمن التصدي لهذه الهجمات والمحافظة على أموال الناس ، حتى ولو كان من بينها الرجوع إلى التعامل الورقي الجزئي إذا كان هذا جزء من الحل .

 

ومثلما نطالب فنحن مطالبون أيضا كأفراد بأن يكون لدينا تحديث ذاتي مستمر ووعي جيد بالتقنية وعدم الانجراف وراء كل دعوات الخير التي تصادفنا ، فقد يكون في بعضها ضياع مال أو مستقبل أو غير ذلك بسبب حسن نية في فعل خير .

 

الخاتمة :

في بعض الخير يكمن الشر

 

بقلم / خالد النويس

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )    

زر الذهاب إلى الأعلى