المقالات

مافي هدية ؟

أنعم الله على المملكة بخيرات كثيرة واقتصاد قوي وجعلها وجهة جاذبة لكثير من طالبي الرزق والعمل من شتى البقاع ، بعد أن كان الفقر ينهش أطرافها في أزمان ماضية ويبحث أهلها عن لقمة عيشهم في بقاع مجاورة .

 

تلكم الطفرة التي دخلت على المجتمع السعودي جعلت البعض منهم يعيش في مستوى من الرفاهية ومحاولة تعويض معاناته مع الفقر بشراء كل مايرغب فيه والسفر إلى مشارق الأرض ومغاربها سياحة واستجماما بميزانية مفتوحة يصرف منها حسب مزاجه ورغبته ، بل ويدفع مبالغ إضافية برغبة منه ، حتى وإن كانت الخدمة المقدمة له خدمة مجانية ، وغالبا مايكون ذلك بدافع إظهار الشخص لنفسه بصورة الكريم السخي وكسب كلمات المدح والثناء ونيل وجاهة مزيفة تنتهي مع انتهاء الرحلة لتلك الدولة .

 

ومع أن الإنسان حر في التصرف في مايملك إلا أن هذا التصرف إنعكس علينا سلبا في السنوات السابقة ، فأصبحت صورة السعودي مرتبطة بالمال فقط ، وتشكلت في أذهان كثير من الجنسيات أنه مجرد صراف آلي متنقل ، والأدهى أن هذه الصورة السلبية تناقلها الإعلام العالمي ووجد فيها فرصة لتشويه السمعة والتقليل من المكانة عبر الأفلام والبرامج والندوات التي لم تخف حدتها إلا بعد أن أخذت المملكة مكانتها اللائقة وأبرزت العقل المفكر والمثقف والواعي لإنسانها وأصبحت رقما صعبا ومهما في الملعب الدولي .

 

نعم خفت حدتها خارجيا ولكنها لم تخف داخليا ، فما زال كثير من العاملين في المهن البسيطة ينتظرون منا أن ندفع (المقسوم) لهم بعد قيامهم بأي عمل تم الإتفاق مسبقا على قيمته أو سيتقاضون لاحقا أجرته ليسألك بأسلوب التلطف : مافي هدية ياشيك (ياشيخ) ، بل إن بعضهم يلح عليك في الطلب وكأنه حق مشروع لهم ومفروض عليك ، وبخاصة عندما يتحدث بأسلوب العاطفة وأن ماستدفعه مجرد شيء بسيط ، وللأسف فإن معظمنا مازال يتعاطف مع تلك النماذج بحسن نية ويقدم لهم المقسوم ، ليستمر استغلال الطيبة وتبذير المال داخليا بعد أن خف وهجه خارجيا .

 

الخاتمة :

مافي هدية يا متابعين ؟

 

بقلم / خالد النويس

04 فبراير  2023 م 

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )    

زر الذهاب إلى الأعلى