المقالات

مراجعة نفسية

تغوص بنا الحياة في مشاغلها وتجبرنا على خوض معتركها باحثين عن الرزق وتوفير حياة كريمة لنا ولمن نعول ، وفي خضم السعي الحياتي يمضي بنا الزمن سريعا دون أن نشعر به ، وفي أثناء ذلك تمر بنا تحولات كثيرة مع كل مرحلة من مراحل العمر ، وما إن نسترجع بعضا من تلك التحولات إلا وتعلونا دهشة حول كيفية قيامنا بتلك الأمور وأننا جعلناها أمرا مستساغا في حينها وأوجدنا لها ألف مبرر لتكون أمرا اعتياديا ، بينما أصبحت اليوم في تفكيرنا أمرا ندمنا على القيام به وأنه كان من المفترض تجنبه أو على الأقل عمله بشكل أفضل مما قمنا به .

 

وقد يعتبر البعض أن جلد الذات والندم على أمور ماضية أمر سيء يبعث على التشاؤم ويخلق نظرة سوداوية تجاه القادم من الأيام ، ولم يعلم أولئك البعض أن النفس البشرية ليست ثابتة في جميع مراحل الحياة وأن لكل مرحلة تغيراتها الفكرية ، فكلما تقدم العمر تقدم الفكر ونضج العقل وزادت الخبرة في الحياة ، فما يقوم به ابن العشرين سيتردد كثيرا ابن الأربعين عند القيام به ، فالسن والخبرة والتفكير والتأني هي من تحركه وتدفعه عند التعامل مع مجريات الحياة ، وبالتأكيد أنها عوامل يفتقدها – غالبا – ابن العشرين الذي يواجه حياته بشيء من الاندفاع والحماس المتسرع وعدم التفكير في عواقب الأمور مستقبلا .

 

من هنا تأتي أهمية المراجعة النفسية بين فترة وأخرى لمعرفة جوانب القصور ومحاولة تصحيحها، سواء كان ذلك القصور مع النفس ذاتها أو في علاقاتها مع الآخرين والمجتمع من حولها، فليس عيبا أن نصحح خطأ قد ارتكبناه أو سلوكا سلبيا سلكناه لفترة طويلة، فالتراجع عنه وتغييره للأفضل في أقرب فرصة ممكنة خير من الاستمرار والمكابرة فيه .

 

الخاتمة:

مراجعة نفسية حاليا خير من ندم مستقبلا .

 

بقلم / خالد النويس

الخميس  07 مارس 2024 م .

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا ) 

زر الذهاب إلى الأعلى