المقالات

من الخارج إلى الداخل

منذ مايزيد على ثلاثين سنة حرصت المملكة على تنظيم المعارض الدولية والمشاركة في بعضها الآخر رغبة وحرصا على مد جسور التواصل مع العالم وإبداء الصورة الحقيقية لها في مختلف المجالات ، ولعلنا نتذكر معرض المملكة بين الأمس واليوم كمثال على ذلك حينما انطلق لأول مرة في عام 1985 في ألمانيا واستمر لسنوات بعدها يجوب عواصم أوروبية وعربية .

 

تلكم التجربة أعطت نتائج مثمرة وحققت أهدافا جيدة في التعريف بالمملكة لدى الآخر ، إلا أن التجربة لم يكتب لها الاستمرارية والوصول إلى رقعة جغرافية أكبر وعدد أكثر من العالم ، ونحمد الله أنها قد توقفت لأننا لم نحقق الهدف الأسمى بشكل مرض ، فالصورة التي نسعى لتوضيحها لبعض الآخرين نرى أن إعلامهم يقوم بتشويهها أو نقل الصورة معاكسة لما هي عليه ، فتحولت تلك التجارب من أهداف وطنية إلى مناسبات روتينية تقام في جنبات سفاراتنا بالخارج وتمر مرور الكرام دون إحداث أي تغيير يذكر أو ترك أثر يبقى .

 

وبما أن التجربة لم تؤت النتائج المرجوة عندما كانت تقدم في الخارج فإن النتائج كانت مبهرة والأصداء واسعة في الداخل بعد أن اهتم السعوديون بنهضة بلادهم والعمل على تطويرها وبناء مستقبلها وتدعيم اقتصادها ، فأصبح الإعلام العالمي يبحث عن كل ماله صلة وشأن بالمملكة وصارت معظم شعوب العالم تحاول معرفة المزيد عن شعب المملكة وكيف استطاعوا أن يجعلوا بلادهم قبلة لكثير من المجالات العالمية في وقت قصير وبجهد كبير ، وهذا ( في اعتقادي ) ماكنا نفتقده سابقا ، فالتركيز على بناء الداخل هو أهم نقطة تعكس الصورة الحقيقية لدى الخارج وتعطي مثالا حقيقيا من خلال المنجزات المتحققة على أرض الواقع ، فمملكتنا اليوم وبفضل الله أصبحت معرضا عالميا ثابتا يحكي قصة الأمس واليوم والمستقبل ، ويستطيع أي شخص من أي مكان الوصول لها والاطلاع عن قرب وصدق على ما يود معرفته بنفسه .

 

إن من الواجب علينا أن نعمل على إيصال صورة المملكة الحقيقية للآخرين عن طريق استثمارنا في أرضها والعمل على أمنها واستثمار قدرات شعبها وتوظيف طاقاتها ، فبذلك سيعرفنا العالم ونجبره على احترامنا وننقل له صورتنا من داخلنا وليس من الخارج لديه .

 

الخاتمة :

نعمل بصمت لمستقبلنا ونبهر العالم برؤيتنا

 

بقلم / خالد النويس

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )    

زر الذهاب إلى الأعلى