المقالات

هبد البرامج التلفزيونية

كانت وسائل الاعلام فيما مضى ذات موثوقية قوية وحتمية وان تخللها شيء من الأخطاء والاخبار المغلوطة او المكذوبة، ظلت لسنوات طويلة جداً وكان الناس يستشهدون بها بكل ثقة، ولكن ما لذي حصل!!! فقد طفت على السطح مؤخراً شخصيات تظهر في البرامج التلفزيونية تقوم ( بالهبد) و قول أشياء يصعب للعقل ان يتقبلها مثل موضوع الزواج من اجنبية او ظهور محامي يتحدث بقضايا لا يصدقها عاقل  ,وضيف يهاجم مقدمي البرنامج و يقول لهم أشياء قد تكون واقعية و لكن ليست مثال يؤخذ به ،او ان يظهر احدهم ليقول معلومات مغلوطة قد تضر الناس دون وجود أساس متين و قوي لهذه المعلومة, وقد تكون مبنية على اساسات خاطئة و غير منطقية و الهدف منه ان يكونوا حديث المجتمع من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ، التي بدأت تبزر أسماء جديدة لن تضيف للمتلقي شيئاً سوا انها تطبق المثل الشهير (خالف تُذكر) بل و يتمسكون بآرائهم حتى وان جاء تكذيب او نفي من الجهات المتخصصة تجاه ما طرح في البرنامج. لماذا وصل بنا الحال الى ما هو عليه الان من تردي واضح في المضمون المقدم للمشاهد التلفزيوني؟؟

العتب واللوم في خروج اشخاص على الشاشة غير مؤهلين ليكونوا ضيوفاً ليس على الضيف الذي وجد نافذة يطل على المشاهدين من خلالها، بل على القناة التي قبلت ظهوره دون التقصي عنه، وعلى المعد الذي انغمس في هرطقات هذه العينة من المخالفين لآراء الناس، وللمذيع المحاور الذي يساير الضيف و قد يكون مصدقاً لحديثه او مجاملاً له او باحثاً عن شهرة للبرنامج في ظل التناقص المخيف لمشاهدي القنوات التلفزيونية.

ولكن هذه الحالات تؤكد ان التلفزيون لازال مؤثر نوعاً ما فيما يطرح وأن واجه مشاكل تناقص نسب المشاهدة، ولكن استغلال القنوات التلفزيونية لمواقع التواصل الاجتماعي جعل هذه الفئة تبحث عن شي يثير المجتمع لتكون محط الأنظار وحديث الناس.

مهما كان الحال يجب ان تبقى القنوات التلفزيونية رصينة و قادرة على مقاومة الضغوط و ذات مصداقية لأنها الطوق الأخير للاستمرار لعقود قادمة قبل ان تأتي رياح التغيير و تغرق التلفزيون التقليدي و القنوات الفضائية للابد مثلما غرقت الصحف الورقية و اقتربت من الاندثار تماماً، لذلك يجب ان تبقى الشاشة  الصغيرة وحتى النهاية متمسكة بمبادئ الصدق و الموثوقية لما يقدم للمشاهد و الا تكون ضحية اشخاص باحثين عن مجد و شهرة  من خلالها و ان يكون هذا البرنامج او ذاك مجرد جسراً لعبورهم بالترويج لمقاطعهم التي تخالف كل شيئاً حقيقي فقط لمجرد (الهبد) الإعلامي.

 

الكاتب / ابجاد النافل

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا ) 

زر الذهاب إلى الأعلى