المقالات

هذا دواك وعلى الله شفاك

تستقبل هواتفنا النقالة كل يوم مقاطع مصورة لأشخاص ينقلون لنا تجارب مفيدة وطرقا ناجحة لمشاكل استعصى حلها على الكثير من الناس  ، ولتأكيد تلك التجارب يقوم هؤلاء الأشخاص (بعد إرفاق أدلة شرعية وأمثلة واقعية) بشرح عملي لها ولمكوناتها وطريقة إعدادها وبالتالي استخدامها ، لينتشر المقطع بعد ذلك وتتلقفه النفوس وكأنها وجدت ضالتها فيه بعد نفاد صبر وقرب يأس .

 

وبالتأكيد فإننا لا نشكك في نية من أعد أو نشر تلك المقاطع ، فهدفهم (في الغالب) خدمة الغير ورفع الأذى اللاحق بهم وكسب الأجر المترتب على ذلك ، وبالمقابل فهدفنا التصدي للإشاعات وعدم التسليم بمناسبتها للجميع ، فما يصلح لحالة لا يصلح لحالات غيرها حتى ولو تشابهت الأعراض ، فليس من المعقول أن نترك طبيبا أفنى حياته في دراسة الطب وممارسته وإجراء أبحاث علمية ونركن إلى شخص مجهول غير متخصص ينشر وصفات شعبية لمجرد أنها نجحت مع قريب أو صديق له ، وربما يقود انتشار هذا النجاح الفردي إلى التسبب بفشل كلي لا تحمد عقباه .

 

كلنا ننشد الخير ونحاول إيجاد حلول استشفائية لمن نحب من حولنا بأقل التكاليف ، خاصة مع ارتفاع أسعار التكلفة العلاجية في بعض المستشفيات الخاصة التي يلجأ إليها البعض هربا من طول المواعيد والزحام في المستشفيات الحكومية ، إلا أن ذلك ليس مبررا لأن نكون أداة تنقل كل ما يصلنا من هؤلاء الأشخاص وننساق وراء عاطفتنا المحبة للخير ، فنكون بدون قصد شركاء في إزهاق روح بريئة أو إصابتها بسوء .

الخاتمة :

أعط الخباز خبزه ولو أكل نصه

 

بقلم / خالد النويس

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )    

 

زر الذهاب إلى الأعلى