المقالات

وشم على ساعدي

 

الكثير منا مازال يتذكر القصيدة الوطنية الجميلة (وسم على ساعدي) والتي كتب كلماتها الشاعر الفرساني على صيقل رحمه الله وأصبحت أيقونة مميزة في المناسبات الوطنية لسنوات طويلة أهلتها لأن تعتمدها وزارة التعليم لاحقا ضمن القصائد المختارة في منهج الصف الخامس الابتدائي.

 

ومع مرور الوقت وفي الآونة الأخيرة تحول مطلع القصيدة من (وسم) على ساعدي إلى (وشم) على ساعدي في الملاعب الرياضية عبر الرياضين الأجانب الذين بدأت وشومهم تزداد بشكل مقزز لعين المشاهد المحلي الذي نشأ وتربى على فطرة سليمة تمقت مثل هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا المحافظ ، ولم يقتصر ظهور هذه الوشوم على الرياضيين في الملعب بل تجاوزه إلى الشاشة الفضائية وفي الأماكن العامة التي يتواجد فيها هذا الرياضي الأجنبي ، وهنا مكمن الخطورة التي نخشاها على فكر وعقول أبنائنا من هذا الجيل الذي بلا شك يتابع ويتأثر بهؤلاء النجوم الرياضيين ويحاول تقليدهم إعجابا بهم وانتماء إلى ناديه المفضل ، وقد رأينا وللأسف الشديد بعض الإخوة العرب الذين يقيمون بين ظهرانينا كيف أنهم بدأوا بمحاكاة هؤلاء النجوم في وضع الوشوم بشكل ظاهر في أماكن عامة .

 

نعلم جيدا أن الانفتاح له إيجابياته التي نحتاجها وأن الحرية الشخصية مكفولة في النظام للجميع، كما أننا نعلم أن الانفتاح أيضا له مساوءه التي يجب أن تقابل بغرس وتعزيز الثقافة الإسلامية الوسطية المعتدلة، وأن تصل الرسالة إلى هؤلاء وغيرهم (بأسلوب مهذب وجميل) أن الحرية الشخصية في بلادهم ومجتمعاتهم لا تعني فرضها ونشرها في المجتمعات التي يقدمون إليها ، فإذا كنا نرحب بهم ونحترم وجودهم بيننا فمن الواجب عليهم بالمقابل أن يحترموا ثقافتنا وهويتنا وطبيعتنا المحافظة .

 

نعلم أن هذه الظاهرة التي تشغل بال الكثير من الآباء ماتزال في بداية انتشارها، وهذا ما يجعلنا نحيل كلماتنا هذه مقرونة بالأمل الكبير إلى القائمين على وزارة الرياضة في إيجاد إجراء مناسب وتدخل عاجل تجاه ظاهرة نخشى مع الأيام أن تصبح عادة وتجر معها ظواهر أخرى لا تحمد نتائجها كما هو الحال مع ظاهرة القزع قبلها.

 

الخاتمة:

احترم تحترم

 

بقلم / خالد النويس

06 أكتوبر 2023 م 

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )    

 

زر الذهاب إلى الأعلى