المقالات

وصمة تشفي

أبرز ظواهر المجتمعات هي التعددية الثقافية ومنظورهم للحياة بحيث لا يوجد قواعد أساسية في العالم لممارسة العادات والتقاليد والمتوارث والمعتقد، فهي فكرة نسبيه من مجتمع إلى أخر وليس الاختلاف في المجتمع الواحد فقط بل الاختلافات على الافراد ذاتهم. هذا مرتبط باللغة ارتباط وثيق، فمفردات كل لغة هي نابعة من وصف الأفكار بشكل العموم والأفكار المؤمن بها هي التي لها امتيازات المكانة اللغوية بحيث وضع لها مفردات ذات بصمة وأثر لاذع على الفرد والمجتمع بحيث أن فكرة او فعل في مجتمع ما’ يراه أنه طبيعي وذات الأمر في مجتمع ثاني يحمل صاحبه وصمة اجتماعية بسوء السمعة ويُعطى من الألقاب النابية او المسميات التي تصف الحالة الطبيعية تحت ظل تفكير مسموم عنها هذه وصمة اجتماعية هدامة للفرد والفرد هو وحدة تركيب المجتمع وعليه ضرر الفرد هو ضرر للمجتمع، ولكنها من جانب أخر هذه الوصمة متناقضة تماما للقيم العقائدية التي تحمل التسامح والحث على حسن النية بالأخرين وترك الأخرين بسلام من لسانه ويده والله غفور رحيم وعالم بالسر والعلن وعالم بالنوايا وما تخفي، الوصمة الاجتماعية هي تلطيخ لأنسان حتى لو كان من التائبين فضلاً عن تدمير إنسان بدون ذنب يُذكر وكانت مجرد نتاج أقاويل ونميمة، وفي كل الحالتين هذه وصمة تشفي تحت بند شعور بالفرح والسرور وشعور بالنكاية فلقبه بوصمة تشفي وسوء سمعة لغرض في نفسه. وصمة التشفي الاجتماعية هي ليست حق ومن العار تداولها بين الجموع بدون ناقد! واستخدامها ينم عن سوء النية مهما كانت الأسباب لأنها أساليب أنفس دنية لا ترتقي للسمو الإنساني. الخُلق العظيم يرفض التنابز بالألقاب ووصمة التشفي من أوسع الألقاب انتشار وما يرافقها من سوء نية وتُحتضن بالمجتمع الجاهل. لن يكون الأنسان بحياة سليمة خالية من السموم العقلية الروحية ولا جسد صحي مالم يبات ليلة ويقضي يومه بقلب طاهر بعيد من سوء الظن والتشفي و عقل لا يعطى من عمره في سبيل التفكير بالأخرين.

 

بقلم / عهود الغامدي

30 أغسطس 2022 م 

للأطلاع على مقالات الكاتبة ( أضغط هنا ) 

سناب صحيفة صراحة الالكترونية
زر الذهاب إلى الأعلى