النعومة المتهورة

بعد مضي ما يقارب السبع سنوات من السماح بقيادة المرأة نرى واضحا أنها ملتزمة أشد الالتزام بالقيادة الحذرة والمنضبطة من حيث إعطاء الإشارة للانعطاف يمينا أو يسارا والتقيد بالسرعة المحددة والالتزام بالمسار الأيمن والوقوف في المواقف المخصصة وربط حزام الأمان قبل التحرك وعدم استخدام الجوال أثناء القيادة، وكلها أشياء بديهية واجبة الالتزام سواء لدى الرجال أو النساء.
ويبدو أن المثل القائل ( من عاشر القوم أربعين يوما صار منهم ) أصبح ينطبق مؤخرا على عدد ليس بالقليل من السائقات ، وهنا مثار الغرابة والتساؤل في آن واحد حول ما نراه في بعض شوارعنا ، فالسلوكيات السلبية التي كنا نراها من السائقين كالسرعة والتجاوز من اليمين والوقوف الخاطئ وغيرها قد انتقلت عدواها إلى السائقات ، فأصبحنا نرى من تتجاوز من المسار الأيمن ومن تقوم بالانعطاف المفاجئ دون إعطاء إشارة ومن تسابق الآخرين في السرعة وسلوكيات أخرى تجعلنا حائرين عندما تصدر منهن وكأنهن يتنافسن في إثبات أحقيتهن في ملكية القيادة بالشارع ، ناهيك عن انزعاجهن عند تنبيههن إلى الخطأ ، الأمر الذي قد يصل بهن إلى الغضب أو ربما التلفظ على الشخص الذي قام بالتنبيه .
وعندما نشير إلى تلك السلوكيات السلبية فهذا لا يعني أن الجنس الناعم فئة ملائكية لا يصدر منها الخطأ أثناء القيادة إلا أنها تثير استغرابنا كوننا اعتدنا منهن الهدوء والتأني في الشارع واحترام أنظمة المرور، وبالطبع فإن هذا الأمر لا يعني أن نعمم مشاهداتنا على كل السائقات ولكن الفئة القليلة منهن هي من تشوه السمعة الحسنة للبقية بل وتجعلنا حذرين عندما تقترب واحدة منهم بسيارتها.
الخاتمة:
لا تجعلوا تهور الرجال في القيادة يغير من نعومة هدوئكن كالعادة.
بقلم / خالد النويس
الأربعاء 17 سبتمبر 2025م
للاطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )