هل نجحت خطط السعودة؟

منذ قديم الزمان والإنسان يسعى في طلب الرزق أينما وجد، سواء في محيط مجتمعه أو حتى اضطره ذلك للسفر إلى أمصار بعيدة وما يلحق ذلك من تكلف عناء الغربة يمنة ويسرة والبعد عن الأهل والأحبة واختلاف الناس والطباع والظروف المتعددة، ولم تقتصر رحلة طلب الرزق على مدى التاريخ على شعب معين أو جغرافية معينة بل شملت شعوب الأرض جميعا قديما وحديثا.
وقد أنعم الله على بلادنا المباركة أن جعلها ضمن أهم الوجهات العالمية التي تقصدها شعوب الأرض في طلب الرزق وبالأخص من الشعوب العربية الشقيقة ، وهذا ما تبين من خلال إحصائية نشرتها مؤخرا الهيئة العامة للإحصاء عن عدد المقيمين العرب بالمملكة والذين فاق عددهم الخمسة ملايين مقيم يشكلون جزءا من 41.6% هي نسبة غير السعوديين من عدد سكان المملكة ، وهذه بلا ريب نسبة عالية جدا عندما ننظر لها من زاوية تقلص فرص العمل لأبناء المملكة ، وخاصة تلك الوظائف التي لا تحتاج إلى شهادات عليا أو خبرات عملية ، بل وحتى إن احتاجت إلى ذلك فإن لدى أبنائنا السعوديين القدرة والكفاءة علميا وعمليا في تولي المناصب العليا وحتى الوظائف الدنيا متى ما أتيحت لهم الفرصة وأعطيت لهم الثقة ، وهناك العديد من الأمثلة الحية حاليا أثبتت نجاحها في الداخل وتجاوزته إلى الخارج وصرنا نفاخر بإنجازاتها على كل المستويات ، ولكن إحصائية الهيئة العامة للإحصاء تعكس لنا أن خطط سعودة الوظائف لم تؤت ثمارها المرجوة حتى الآن ، وأن سوق العمل مازال يستقطب الكثير من غير السعوديين رغم المحاولات النظامية لتقييد الاستقدام قدر الإمكان لإتاحة الفرصة لشباب الوطن ، فيا ترى أين تكمن المعضلة ؟
ونحن في هذا الطرح لا ندعو إلى الاستغناء عن جميع المقيمين سواء أشقاء أو أصدقاء، فالرزق أولا وأخيرا من الله، ولكننا نرجوا أن تقتصر الحاجة في سوق العمل على التخصصات النادرة التي لا يوجد من يشغلها من أبناء الوطن، وأن نرى الإحصائية القادمة وقد انخفض عدد المقيمين وارتفعت نسبة السعودة في معظم الوظائف.
الخاتمة:
نرحب بالجميع وأبناؤنا أولى.
بقلم / خالد النويس
الجمعة 11 أكتوبر 2024.
للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )