واقعنا للأسف

– نقلق كثيراً وأنا أولكم على مستقبل أبنائنا الوظيفي ونخشى عليهم من مساوئ الفقر وذل السؤال والحاجة ومن أجل ذلك تجدنا نبذل الكثير من الجهد والتعب وقد نضطر للتضحية بصحتنا كي نؤسس لهم حياة كريمة ونجنبهم قساوتها ومتاعبها لكننا للأسف لا نخشى على مستقبلهم الديني وقد لا نفكر مجرد تفكير في أن نؤسس ونزرع ونغرس في نفوسهم ما يحفظ ويقوي ذلك الجانب بل الغالبية منا لا تحرص كثيرًا على بذل الجهد الكبير في تثقيفهم في دينهم وتحصينهم ضد الأهواء وضد شياطين الإنس والجن التي تحيط بهم من كل جانب ، نغفل عن رفع هرمون الوازع الديني لديهم ثم نلومهم على ضياعهم وجريهم خلف الملهيات والملذات والمنكرات .
– حين تأتي لنا رسالة تطلب منا عمل تحديث لذلك التطبيق (واتس أو تويتر أو سناب) – مُعددة ( أي الرسالة) ميزات النسخة الجديدة – تجد الغالبية العظمى منا يُسارع في عمل التحديث لكننا وللأسف نتكاسل في إجراء التحديث لقلوبنا ، فهذا الجهاز يصدأ وتعتريه وتكسوه الكثير من أتربة الحياة وبالتالي يحتاج بين فترة وأخرى لتنظيفه من فيروسات الشحناء والتباغض والحسد والغيرة ، يحتاج إلى أن نغذيه بالعفو والتسامح والتجاوز والتغافُل ونعمل ذلك ليس لأجل الآخرين ولكن من أجل أن نعيش في راحة وسعادة.
– إذا كنت ممن أُبتُليَ بمتابعة المشاهير في وسائل التواصل الاجتماعي وتحسد هذا على عدد متابعيه وهذا على المال الذي يجنيه وهذا على السعادة التي تحويه ثم تتحسر على نفسك وتتمنى أن تكون مثل هذا المشهور أو ذاك فعليك الكف عن ذلك ثم سؤال نفسك: لماذا لا تحسده على ما يخفيه الأحزان والآلام؟ على ما يعانيه من هموم وصراعات نفسية لا تعلمها؟ بل اسأل نفسك: هلاّ غبطت يومًا أولئك المجهولون في الأرض المشهورون في السماء؟ هلّا غبطت المحافظين على صلاة الجماعة؟ هلّا غِرْت من أولئك الذين يدخلون يوم القيامة من باب الريان؟ جميعنا مقصرون لكننا نُحب بعضنا بعضًا والمحبة توجب علينا التناصح.
الكاتب / أحمد الشيخي
للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )
ما شاء الله تبارك الله.
اخي احمد
ابدعت في الطرح نفع الله بك و بعلمك وقلمك.