حول العالم

اعتقال لبناني يموّل حزب الله بالاحتيال التجاري

1

صراحة – وكالات :

نفى اللبناني المُقيم منذ 20 سنة في البرازيل، حمزة أحمد بركات، أي علاقة له بحزب الله اللبناني حين اعتقلته الشرطة الخميس الماضي في مدينة كوريتيبا، عاصمة ولاية بارانا الواقعة جنوب البلاد، بعد أن فككت شبكة احتيال تجاري أسسها وأدت الى إفلاس 8 من أصل 20 شركة للألبسة تعامل معها في 4 ولايات. مع ذلك، لم يزد “محصول” ما حققه بالاحتيال التجاري على 10 ملايين ريال برازيلي، أي تقريباً 5 ملايين دولار.

وبدأت ملاحقة الشرطة لاعتقال بركات، البالغ من العمر 50 سنة، بعد تسلُّم البرازيل معلومات من الولايات المتحدة تفيد بعلاقته بحزب الله في لبنان وأنه يقوم بتحويلات مالية لصالح الحزب، وهي التهمة نفسها التي تم توجيهها لشقيق له اعتقلته البرازيل في 2002 حين فرّ إليها، ثم سلمته بعد عامين للباراغواي التي كانت تسعى وراءه أيضاً، بحسب ما طالعته “العربية.نت” من معلومات أرشيفية عن أخيه أسعد، البالغ من العمر الآن 46 سنة.

ويملك بركات 3 محلات باسم “كازا حمزة” (بيت حمزة) لبيع الألبسة الجاهزة والأجهزة الإلكترونية بالجملة في كوريتيبا، وكذلك في مدينة “فوز دي ايغاوسّو” الواقعة على حدود مثلثة للبرازيل مع الباراغواي والأرجنتين، إضافة الى مدينة “سيودا دل لستي” المجاورة لها في الباراغواي، والشبهة حوله هي إحضاره من لبنان مجموعة شبان فتح محلات بأسمائهم في المدن الثلاث، فراحوا يقترضون البضائع من الشركات بدفع مستحق بعد شهر أو أكثر، ثم يتوقفون عن الدفع بعد بيعهم البضائع لحمزة نفسه بسعر أقل، فتصبح ملكه من دون أن يطاله القانون.

واتصلت “العربية.نت” باثنين من اللبنانيين ممن لهم معرفة بحمزة بركات وبمجريات اعتقاله، فأكدا تخطيطه لعملية احتيال تجاري كبيرة قام بها، وذكروا تفاصيلها مما اطلعوا عليه في سائل إعلام برازيلية، راجعتها “العربية.نت” أيضاً، كما راجعت ما كتبته صحيفة “نيويورك تايمز” عن اعتقاله للسبب نفسه، وربطها الاعتقال بملف معلوماتي أميركي عنه منذ تم اعتقال شقيقه قبل 11 سنة تقريباً، وقال أحد اللبنانيين إن شقيقه أسعد تم سجنه 6 سنوات في الباراغواي بسبب تهربه من الضريبة لا الإرهاب وارتباطه بحزب الله الذي نفى مراراً علاقته به ذلك الوقت.

شقيقه قضى 6 سنوات في سجن بالباراغواي

وكانت وزارة الخزانة الأميركية ضمّت قبل 9 سنوات شقيقه أسعد، المقيم ذلك الوقت في الباراغواي وحالياً في مدينة فوز دي ايغواسّو بالبرازيل، الى قائمة من تتهمهم “بتمويل الإرهابيين” وطلبت من المصارف الأميركية تجميد أي أصول يملكها شخصياً في مصارف أميركية، أو عائدة لشركتين له، هما: “كازا أبولو” في الباراغواي و”بركات إيمبورت إكسبورت” في التشيلي.

وكانت البرازيل اعتقلته وقامت بتسليمه في نوفمبر/تشرين الثاني 2003 الى الباراغواي التي اتهمته بتمويل الارهاب من حيث كان يقيم فيها بمدينة “سيودا دل لستي”، وهو ما نفاه بركات في معرض نفيه لأي علاقة له بحزب الله وبأنه أسس خلية للحزب في المدينة ومنها قام بتحويل ملايين الدولارات لحزب الله طوال 3 أعوام سبقت اعتقاله بموجب مذكرة دولية للبرازيل التي فرَّ إليها وفي نيته مغادرتها إلى أنغولا بإفريقيا “حيث كان بانتظاره لبناني ناشط مع حزب الله هناك”، وفق الوارد عنه في ملف التحقيقات الباراغواني.

وفي البرازيل، حيث أمضى أسعد عامين في السجن قبل تسليمه الى الباراغواي، خضع لتحقيقات “لم يثبت معها أنه ضالع بأي نشاط إرهابي، ولا تأسيس خلية لحزب ما بالمدينة، أو تحويله أموالاً لصالح حزب معيّن في لبنان”، بحسب ما قال يومها المشرف على التحقيق معه، وهو الضابط العدلي البرازيلي جواكيم مسكيتا، الذي أضاف أن تسليمه إلى الباراغواي “كان لأسباب قضائية بحتة وتجارية، لتهربه من الضرائب ولتزويره ماركات تجارية خلال عمله في سيودا دل لستي”، حيث كان يملك عدداً من المحلات لبيع الأجهزة الإلكترونية بالجملة.

ومع ذلك أصرّت الولايات المتحدة على اتهامه بالضلوع في “نشاط إرهابي” بمنطقة الحدود المثلثة، لامتلاكها وثائق ووصولات وصور عن تحويلات مالية وشرائط حماسية وأفلام فيديو عن خطابات لمسؤولين في حزب الله بلبنان، ومنهم أمين عام الحزب حسن نصر الله، عثروا عليها في بيته، ودلَّت على أن أسعد بركات قام بتحويل 14 مليون دولار على مراحل، وحين كشفوا أمره فرَّ إلى سان باولو، حيث اعتقلوه وبعدها قاموا بتسليمه.

سناب صحيفة صراحة الالكترونية
زر الذهاب إلى الأعلى