هيئة فنون العمارة والتصميم تعلن إطلاق برنامج “منح أبحاث العمارة والتصميم”

اختتمت هيئة فنون العمارة والتصميم أعمال النسخة الثانية لمؤتمر أبحاث العمارة والتصميم (ADRC 2025)، التي أقيمت في بينالي الفنون الإسلامية بمدينة جدة تحت عنوان “التوثيق في العمارة والتصميم” خلال الفترة من 4 إلى 6 ديسمبر 2025، وذلك بمشاركة نخبة من الأكاديميين والخبراء في قطاع العمارة والتصميم على المستوى المحلي والدولي.
وأعلنت الهيئة في ختام المؤتمر عن إطلاق برنامج “منح أبحاث العمارة والتصميم” الذي يهدف إلى دعم الباحثين وتعزيز الإنتاج المعرفي وتطوير ونشر الأبحاث المتخصصة في مختلف مجالات العمارة والتصميم، إذ يضم البرنامج مسارين رئيسيين: منحة المشروع البحثي لدعم تطوير المشاريع البحثية الأصيلة التي تُسهم في إثراء المعرفة والممارسة المهنية، ومنحة نشر الأبحاث التي تُعنى بإتاحة الأبحاث المكتملة وتعزيز انتشارها وتأثيرها، وأشارت الهيئة إلى أن التفاصيل الكاملة للبرنامج سوف يُعلن عنها عبر الحسابات الرسمية خلال الأيام المقبلة.
وشهد المؤتمر على مدى ثلاثة أيام، نقاشات معمّقة عبر (4) جلسات حوارية، تناولت مجموعة من المحاور الرئيسية المرتبطة بتحديات التوثيق وحلول تطويره، واستعرضت أفضل الممارسات العالمية والإمكانات التقنية الداعمة له، كما ركّزت على إستراتيجيات التوثيق في العمارة والتصميم ونظرياته وممارساته، بما في ذلك الإستراتيجيات الوطنية لتوثيق العمارة والتصميم في المملكة، والسرد المعماري والعمراني السعودي، إلى جانب استعراض الممارسات المعاصرة في التوثيق، والجيل الجديد من أدوات الأرشفة عبر الذكاء الاصطناعي والواقع الممتد.
وتضمّن المؤتمر أيضًا إقامة (6) ورش عمل تناولت العديد من الموضوعات المهمة في مجال التوثيق، من بينها: الأرشفة في العمارة والتصميم والبيانات والمعرفة المرتبطة بها، وتصميم منظومات نمذجة معلومات البناء (BIM) والتوائم الرقمية والأرشفة، إلى جانب التوثيق في التعليم واستكشاف ممارسات الأرشفة في أستوديوهات التصميم والمؤسسات المقتنية.
وناقشت اللجنة العلمية (45) ورقة بحثية مقدّمة من المشاركين ضمن المسارات الرئيسية الخمسة للمؤتمر تشمل: إستراتيجيات التوثيق وسياساته ومنهجياته، والتعليم ومستقبل التوثيق، وتقنيات التوثيق المتقدمة، والتوثيق الثقافي والمادي، وتنظيم وتنسيق الأرشيف، إلى جانب المسار العام الذي يضم العديد من الموضوعات المتنوعة ذات الصلة بتوثيق العمارة والتصميم.
واحتضن المؤتمر “معرض الملصقات البحثية” الذي استعرض مجموعة متنوعة من الأبحاث العلمية المقبولة لدى اللجنة العلمية للمؤتمر تتناول محور “التوثيق في العمارة والتصميم”، حيث قدّم المعرض مجموعة مختارة من الملصقات التي تبرز طيفًا واسعًا من المنهجيات المبتكرة والاتجاهات الحديثة في تطوير قطاع العمارة والتصميم، كما قدمت الأعمال المعروضة للزوار تصورًا شاملًا عن أولويات البحث المعماري والتصميمي المعاصر، إضافة إلى إبراز أساليب التوثيق والسرديات الثقافية، والتقنيات الرقمية المتقدمة.
كما صاحب المؤتمر “معرض توثيق العمارة والتصميم” الذي أتاح للزوّار فرصة الاطلاع على مسارات التوثيق في قطاع العمارة والتصميم بالمملكة من خلال كتب وخرائط وصور ومواد أرشيفية تعكس تطوّر التصميم وأساليبه عبر الزمن، وقدّم تجربة معرفية وبصرية تكشف الممارسات والتجارب والتعبيرات الثقافية التي أسهمت في تشكيل البيئة العمرانية والتصميمية بالمملكة، حيث نُظِّم المعرض بالتعاون مع عدد من الجهات والمشاريع مثل ” بريك لاب، تُرى، سين معماريون، عمارة جدة، مغرس، والظواهر العمرانية، وجائزة المصلّى”.
وشهدت الدورة الثانية من المؤتمر حضورًا نوعيًا من الباحثين والممارسين والمهتمين بقطاع العمارة والتصميم على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، وأتاحت جلساته ومنصاته العلمية فرصة للتواصل المباشر مع الخبراء وتبادل الخبرات والمعارف، وأسهم هذا التفاعل في تعزيز الحوار حول منهجيات التوثيق وتحدياته، وخلق حراك معرفي يدعم الابتكار، ويوسّع آفاق التطوير في ممارسات العمارة والتصميم.
واختتم المؤتمر أعماله بتكريم الفائزين بأفضل البحوث العلمية في مسارات المؤتمر المختلفة، التي تناولت التوثيق في العمارة والتصميم، ويأتي هذا التكريم تقديرًا للجهود البحثية المتميزة التي تسهم في إثراء المعرفة المتخصصة، ودعم مسار تطوير الممارسات المهنية في قطاع العمارة والتصميم، وتعزيز دور البحث العلمي في تطوير المشهد العمراني بالمملكة.
يٌذكر أن مؤتمر أبحاث العمارة والتصميم (ADRC 2025)، جاء امتدادًا لنجاح النسخة الأولى، ليكون منصة رائدة للارتقاء بالأبحاث ودعم المجتمع البحثي وتحفيز الأكاديميين، من خلال التركيز على الدمج بين النظريات والتطبيقات عبر منهجيات حديثة مبتكرة، وتعزيز التعاون بين التخصصات المختلفة، والاستفادة من الخبرات والتجارب المتنوعة للمشاركين في المؤتمر، بما يسهم في تحقيق الابتكار والاستدامة، وتعزيز حضور المملكة عالميًّا في قطاع العمارة والتصميم.