محليات

وزير الزراعة يدعو لزيادة الاهتمام بصناعة التمور وتسويقها

2881714

صراحة – الرياض : أكّد معالي وزير الزراعة الدكتور فهد بن عبدالرحمن بالغنيم، أن مشروع فك الشفرة الوراثية لجينيوم نخيل التمور، الذي دشّنت نتائجه اليوم بمقر مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، سيستفاد من مخرجاته في عمل “المجلس الدولي للتمور” الذي أعلن عن تأسيسه مؤخرًا بالرياض، مهيبًا بالمهتمين بمجال اقتصاديات زراعة التمور بالمملكة إلى زيادة الاهتمام بصناعة التمور، والرفع من مستوى تسويقها داخل المملكة وخارجها.
وأوضح معاليه في تصريح لوكالة الأنباء السعودية، عقب حضوره حفل تدشين المشروع، أن المجلس الدولي للتمور يخدم قطاع التمور كمنتج زراعي اقتصادي، ولا يتحدث عن النخلة بذاتها، ويتطلع إلى الاستفادة من الأبحاث التي تصب في صالح تنمية وتطوير قطاع التمور.
وقال معاليه : إن موضوع تصنيع التمور من الموضوعات المهمة في مجال الاقتصاد الزراعي، ووجدت وزارة الزراعة في السنوات الأخيرة نقلة نوعية في ذلك المجال، ويوجد العديد من المواطنين الذين توجهوا بشكل مدروس إلى مجال تصنيع وتسويق التمور، وأحدث ذلك تحسن كبير في تسويقه داخل أسواق المملكة وخارجها، داعيًا إلى زيادة الاهتمام بتصنيع التمور وتسويقها والرفع من مستوى هذه الصناعة.
وفي ذلك السياق، دعا معالي رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد بن إبراهيم السويل، رجال الصناعة في المملكة إلى زيارة المدينة والتعرف عن قرب على الدراسات التي تجريها في مجال أبحاث التمور المتعلقة بمعالجة آفات النخيل، وتحسين الإنتاج.
وأشار معاليه في حديث لـ”واس” إلى أن الدراسات والأبحاث التي تجريها المدينة في ذلك المجال تخدم أي صناعة تتعلق بالاستثمار في صناعة التمور، وتصب في صالح المستثمرين في ذلك المنتج الغذائي.
من جهته قال صاحب السمو الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد نائب رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لمعاهد البحوث، إنه يوجد مسار في الخطة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار تُعنى بتقنيات الزراعة، بمشاركة من جميع الجهات الحكومية والأكاديمية، وتسعى لتحديد أولويات الأبحاث العلمية، كما تدعم الأبحاث والدراسات التي تصب في مجال النخلة وصناعة التمور في عدد من الجامعات.
وكان معالي وزير الزراعة قد أوضح في كلمة له خلال حفل تدشين مشروع فك الشفرة الوراثية لنخيل لتمور، أن الدولة أيدها الله أولت زراعة النخيل أهمية خاصة باعتبارها أحد المنتجات الزراعية المهمة في المملكة ، الذي جاء بتوفيق من الله نتيجة إتباع سياسات وخطط تنموية للمحافظة على النخيل من خلال دعم وتشجيع الوزارة للمزارعين بتقديم الإعانات وشراء جزء من إنتاج مناطق المملكة بسعر مجز وتصنيعه.
وأفاد معاليه أن الوزارة أنشأت مركزاً متخصصًا لأبحاث النخيل والتمور يعنى بإجراء الأبحاث والتجارب الخاصة بالنخيل والتمور في مجال الإنتاج والإكثار والوقاية والتصنيع والتسويق، ويحتوي على مختبرات لإجراء الأبحاث باستخدام التقنية الحيوية التي تمكن من المحافظة على الأصول الوراثية للتمور، وذلك بمعرفة وتحديد العلاقات الجزيئية للبصمة الوراثية (DNA).
ولفت النظر إلى أنه من أجل التكامل في النشاط البحثي وتنمية وتطوير القوى البشرية والتدريب، تم إبرام مذكرة تفاهم للتعاون بين وزارة الزراعة وعدد من الجامعات والمؤسسات الحكومية، والمنظمات الدولية لتطوير قطاع النخيل والتمور، كمبادرة الوزارة في تبني إنشاء المجلس الدولي للتمور الذي صدرت الموافقة السامية على أن يكون الرياض مقراً له.
وأشار معاليه إلى أن الدولة حرصت على تفعيل دور القطاع الخاص للمشاركة في تطوير وتنمية هذا المحصول وزيادة مردودة على الاقتصاد الوطني، فقامت بإنشاء المركز الوطني للنخيل والتمور التابع لمجلس الغرف السعودية الذي يعمل بتنسيق تام مع وزارة الزراعة، ليكون المحرك الأول لتطوير وتنمية محصول التمور بالمملكة.
وأكد معالي وزير الزراعة أن الأبحاث الخاصة بموروث (جينوم) نخيل التمر ستفتح أبواباً كثيرة واستخدامات لا نهاية لها في مجال تحديد تسلسل الجينات التي ترتبط بالوراثة الجنسية، ومعرفة جنس الشتلات في وقت مبكر من النمو، والجينات المسؤولة عن جودة الثمار أو مقاومة الأمراض والآفات..
كما ألقى معالي رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، كلمةً أوضح خلالها حرص المملكة على إيجاد استراتيجية فعالة للاستفادة من أحدث التطورات العلمية في هذا المجال, حيث تم تبني التقنية الحيوية كإحدى التقنيات الاستراتيجية المتقدمة في الخطة الوطنية الشاملة للعلوم والتقنية والابتكار.
وبيّن معاليه أن المدينة أنشأت مركز الموروثيات بالاشتراك مع الأكاديمية الصينية للعلوم بهدف تعزيز تعاون الطرفين في مجالات الموروثيات والمعلومات الحيوية, كما تم التوصل مع معهد بكين للجينيوم، إلى فك الشفرة الوراثية للجمل العربي (جينوم الجمل).
وأكّد أن نتائج هذا المشروع البحثي ستعود بإذن الله على الاقتصاد الوطني بفوائد كثيرة، منها تطوير وتحسين السلالات من خلال تعريف الجينات المتعلقة بالإنتاجية في النخيل, وتطوير طرق الفحص والكشف على الأمراض التي تصيب النخيل وكيفية معالجتها والقضاء عليها، إلى
جانب فائدته العلمية في توطين تقنية علم الوراثة النباتي، وإعداد وتدريب كوادر وطنية مؤهلة في إجراء البحوث العلمية في مجالات الهندسة الوراثية بمختلف تطبيقاتها.
ومن جانبه، قال الباحث الرئيس في المشروع والمشرف على مركز بحوث الموروثيات المشترك في المدينة الدكتور إبراهيم بن صقر المسلّم، إن أهداف المشروع تخدم علم الموروثيات والمعلومات الحيوية، وعلم الوراثة والكيمياء الحيوية، ويمهد الطريق للمزيد من الدراسات الموروثية في أنواع أخرى من العائلة النخيلية القريبة والبعيدة من نخيل التمر، والصفات الحيوية الفريدة مثل: تنوع الثمار، والمحتوى الغذائي، ومقاومة الأمراض والآفات، والتكيّف مع الظروف البيئية المعاكسة.
وأشار في كلمة له إلى أنه يوجد في السعودية 450 صنفاً محلياً من نخيل التمر المزروعة من أصل 2000 صنف في أنحاء العالم، مبيناً أن عدد شجر نخيل التمر في العالم يفوق 100 مليون نخلة، بإنتاجية تصل إلى 6.9 مليون طن متري، وفي السعودية يصل العدد إلى 10% من مجموع عدد النخيل في العالم بإنتاجية تبلغ 14% من مجموع الإنتاج الكلي، حسب إحصائية منظمة الزراعة العالمية “الفاو”.
وفي تصريح لـ” واس” أفاد الدكتور المسلم، أن 65 باحثًا عملوا في مشروع فك شفرة جينوم نخيل التمر، منهم 30 باحثًا سعوديًا و35 باحثاً صينياً من الأكاديمية الصينية للعلوم، مبينًا أن جميع الأعمال البحثية المخبرية والتحليلة للمشروع تم تنفيذها بمختبرات مركز بحوث الموروثيات المشترك بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.
كما تحدث نائب أكاديمية العلوم الصينية الدكتور جو يو، خلال الحفل عن مشروع جينوم نخيل التمر، مسلطاً الضوء على مراحل العمل به التي بدأت منذ عام 2008م حتى تم الانتهاء منه الآن، مشيراً إلى إنشاء مختبر حساب البيانات ومنصة علوم الجينوم والمعلومات الذي تم بالتعاون بين المدينة والأكاديمية الصينية للعلوم.
ونوّه الدكتور جو يو بالدعم الذي قدمته مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لمشروع موروث النخيل وسوسة النخيل الحمراء، لافتاً النظر إلى نشر أربعة بحوث في العام الأول من المشروع وأربعة أخرى في العام الثاني.

سناب صحيفة صراحة الالكترونية
زر الذهاب إلى الأعلى