المقالات

يوميات متقاعد

اجمل ما قرات ، خبر سري للغاية وظيفة ((حارس ليلي)) بعد أن أحيل اخبو حسين للتقاعد واصبح تواجده في المنزل دائم مما جعل الانتقادات عليه من زوجته أم حسين تزداد يوما بعد يوم بسبب تدخله في شؤون البيت والمطبخ وأصبح كما تراه ام حسين فضولي في كل شي .
وكان على أخينا أبو حسين الدفاع عن نفسه باستخدام لغة الصراخ والوعيد مما جعلها كوسيلة يستخدمها لأتفه الأمور التي تحصل بالمنزل أم حسين والعيال كرهوا الساعة التي تقاعد فيها والدهم .
إلا أن أبوحسين انتبه بان الكل متضايق منه ومن تصرفاته ، فقرر أن يجد طريقة يقلل فيها من تواجده بالمنزل فعمل جدولا لحياته من خلال المشي في المنتزهات والمولات وهو في داخله هموم كثيرة لا يعلمها إلا الله بسبب تركه المنزل .
و بالصدفة التقى بامرأة كانت تعمل معه في السابق و هي أصغر منه (٢٠) سنة. وسألته عن حاله فأخبرها بالتفصيل. فقالت له وبدون تردد تعال نحط همك على همي ونتزوج أنا ارملة وأسكن لحالي بالبيت
وما عندي أطفال..
اخونا أبو حسين لم يكذب الخبر وذهب معها وتزوجها
فورا على سنة الله ورسوله في صباح اليوم التالي عاد الى منزله فسألته أم حسين :
خير وين كنت البارحة أجابها:
توظفت . ..
فرحت ام حسين لأنها تريد
التخلص منه وقالت: والله
ما قصرت انت بعدك شباب. واذا اشتغلت ستكون قد شغلت
نفسك بشيء يفيدك وينفعك
وعلى رأى المثل:الحركة بركة
فسألته : ما هي الوظيفة الجديد؟
فأجاب: ((حارس ليلى))
قالت له:
مشاء الله وظيفه مباركة ، المهم اخونا ابوحسين يرجع من بيت زوجته الثانية في الصباح منهكا وتعبان من وظيفته الجديدة حيث تجهز له ام حسين الفطور وبعدها تقول له باين عليك التعب قوم ريح جسمك وانا أصحيك إذا دخل وقت صلاة الظهر تصلي و نتغدى سويا
و تذهب لعملك مرتاح وحيلك قوي ..!
وهكذا عادت لأبو حسين هيبته واحترامه بالمنزل وشغل وقته بشيء مفيد كما أنه أعاد لعائلته الهدوء والطمأنينة رجاء ممن يعاني من حالة مشابهة لحالة اخينا ابوحسين .
أن يستفيد من هذه التجربة ويبحث عن وظيفة(( حارس ليلي)) قصدي من هذه القصة التي قد تكون صحيحة او من نسج الخيال انا لا اشجع المتقاعدين على الزواج بقصد او بدون قصد و لكن هذه رسالة لكل الزوجات الكريمات بان يتقين الله في ازواجهن المتقاعدين و يعلمن بأن تقاعد الأزواج ما هي إلا بداية لحياة جديدة لهم وعليهن التعايش معها وبذلك تستمر الحياة الأسرية إلى الأبد سعيدة ومترابطة بإذن الله تعالى.

 

بقلم / حسين عسيري

سناب صحيفة صراحة الالكترونية
زر الذهاب إلى الأعلى