الرئيس الفرنسي يدشن فعاليات معرض الحج في باريس


ولفت سموه إلى حرص المملكة العربية السعودية منذ عهد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله – على تسخير كل إمكاناتها لتسهيل هذه الرحلة الإيمانية من منطلق إدراكها لهذه المعاني العظيمة المرتبطة بالحج ، مشيراً إلى اعتزاز المملكة بما أنجزته في بناء وإعمار الأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة عبر الكثير من المشروعات أبرزها التوسعة العملاقة للمسجد الحرام التي تحظى برعاية واهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود. وقال سمو نائب وزير الخارجية إن ” شرف رعاية وخدمة الحرمين الشريفين ينطوي على تعظيم للقيم السامية التي ترتبط بفريضة الحج وتؤكد هوية الإسلام ، وفي مقدمتها قيمة السلام التي نسعى لأن تكون هذه الرسالة الإنسانية تعبيراً عميقاً ومؤثراً لجميع البشر حيال معنى السلام الذي جعله الإسلام قيمة سامية لكل البشر ” . وأشار الأمير عبد العزيز بن عبد الله إلى أن إيمان المملكة بمبدأ السلام العالمي ، نستلهم اليوم منه هذه الرسالة العظيمة في الحج ، وتجسد رؤية خادم الحرمين الشريفين لتجديد معنى السلام كونه ضرورة لكل البشر ، انطلاقاً من مبادئ الإسلام العظيمة. وعن اختيار باريس لاستضافة المحطة الثانية لمعرض الحج ، قال سموه في كلمته في افتتاح المعرض : إن مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض وجدت في رسالة الحج العظيمة وما يرتبط بها من قيم سامية ومضامين إنسانية ، فعالية رائدة تتمثل في معهد العالم العربي في باريس ودوره في التفاعل الحيوي بين دولة فرنسا الصديقة والعالم العربي في جميع مجالات التواصل الحضاري والإنساني يساندها في ذلك علاقات تاريخية ممتدة بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الفرنسية ، وهي علاقات أسست للكثير من الحوارات الثقافية بين العالم العربي وفرنسا. وأكد سمو الأمير عبد العزيز بن عبد الله في ختام كلمته أن معرض الحج في باريس مناسبة متجددة للتواصل الحواري والمعرفي من أجل تفاهم أعمق وتعايش مشترك تحت ظلال السلام والمحبة معرباً عن ثقته بأن يحقق المعرض في محطته الثانية في باريس نجاحاً يضاف إلى نجاح محطته الأولى ، ومقدماً الشكر للقائمين على معهد العالم العربي لاستضافة المعرض ولمكتبة الملك عبد العزيز على دورها الأصيل في الإعداد والتنظيم له ، وإلى المؤسسات والمتاحف كافة التي ساهمت في إثراء المعرض وكذلك لسفارة خادم الحرمين الشريفين في باريس لجهودها المشكورة في إنجاح المعرض. ثم ألقى معالي مستشار خادم الحرمين الشريفين المشرف العام على مكتبة الملك عبد العزيز العامة الأستاذ فيصل بن عبد الرحمن بن معمر كلمة رحب فيها بالحضور وقال : ” لقد كان الحج إلى مكة المكرمة ولا زال إضافة إلى كونه رحلة الإيمان والتوحيد .. عنوان تعايش حضاري وتمازج ثقافي وتكافل اجتماعي ، ابتدأ بأمر الخالق الجليل لأبي الأنبياء إبراهيم عليه الصلاة السلام بأن يدعو الناس على اختلاف بلدانهم وأعراقهم إلى رحلة الحج المباركة ليشهدوا الخير والنفع للبشر أجمعين ” . وأشار بن معمر إلى أن المعرض يقدم وصفاً تاريخياً وثقافياً ومعرفياً لرحلة الحج من خلال تراث إنساني وحضاري يمتد لأربعة الاف سنة منذ نبيناً إبراهيم علية الصلاة والسلام وحتى نبينا ورسولنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم متمماَ لرسالة الإسلام والسلام التي يؤمن بها أكثر من مليار وستمائة مليون مسلم وهذا التراث الذي تم عرضه من خلال 230 قطعة منها 53 في المملكة العربية السعودية بعضها يعرض لأول مرة خارج المملكة العربية السعودية. وأكد معاليه أن هذا المعرض يأتي للتعبير عن مجموعة من المثل والقيم والآداب والفنون انتجتها رحلة الحج الذي يعتبر مؤتمراً إنسانياً للتعارف بين مختلف الشعوب الإسلامية أساسه السلام الذي يعبر عن جوهر مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات. وأضاف معالي مستشار خادم الحرمين الشريفين المشرف العام على مكتبة الملك عبد العزيز العامة أن المعرض يأتي في إطار التعريف بجهود المملكة لمد جسور التواصل الحضاري والتعريف بالجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة العربية السعودية في خدمة الحجاج والعناية بالحرمين والمشاعر المقدسة. وقدم بن معمر في ختام كلمته الشكر للحكومة الفرنسية ومعهد العالم العربي على الموافقة على إقامة المعرض كما شكر جميع المتاحف في أوروبا والمملكة التي ساهمت مع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في إقامة هذه المناسبة ، وشكر كذلك معالي رئيس المعهد ومديرة المعهد منى خازندار وسفير خادم الحرمين الشريفين في باريس الدكتور محمد آل الشيخ والملحق الثقافي بباريس الدكتور إبراهيم البلوي وجميع الجهات التي أشرفت على تنظيم وترتيب المعرض. بعد ذلك ألقى معالي رئيس معهد العالم العربي جاك لانغ، كلمه شكر فيها الحضور, وقال إن هذا المعرض ثمرة تعاون علمي بين مكتبة الملك عبد العزيز العامة ومعهد العالم العربي، بمواكبة من المتحف البريطاني. وأضاف إن ” المعهد يعد بمثابة الجسر بين الغرب والشرق وتحديداً بين فرنسا والمملكة العربية السعودية. ولذا فإن حضور فخامة الرئيس الفرنسي للمعهد لأول مرة بصفته الرسمية منذ انتخابه قبل عامين يحمل دلالات رمزية متعددة ويعكس رغبته في أن يوفر داخل فرنسا نفسها الاعتراف الكامل بالديانة الإسلامية وبموقعها التي هي كما ذكرت ثانية الديانات في بلدنا ” . وأكد أن المسلمين سيكونون سعداء بهذا المعرض. أما بالنسبة لغير المسلمين فإن المعرض سيكون بمثابة رحلة استكشافية في عالم الإسلام وعالم الحج بكل جمالياته وروحانياته وبساطته, مشيرًا إلى أن المعهد حرص على أن يجمع العديد من الشهادات لمسلمين أدوا فريضة الحج لنقرب الزائر من هذا الحدث ومما يراه.