المقالات

للاقتراحات والشكاوى

من خلال تجاذب أطراف الحديث أثناء التجمعات واللقاءات الاعتيادية مع الزملاء والأصدقاء والتي تتم بين فينة وأخرى تعمدت توجيه سؤال مباشر قبل ختام الحديث حول تجاوب بعض الجهات الخدمية ذات العلاقة المباشرة بالاقتراحات والشكاوى التي يرسلونها لهم بعد زيارتهم لمنشأتهم أو بعد إنهاء اتصالهم ومدى رضاهم عن الخدمات أو الحلول المقدمة، ولم يكن لدي أدنى شك أو مثار استغراب حول اتفاقهم جميعا بعدم الرضا وأن سماع أصواتهم من تلك الجهات كان لمجرد (التصريف).

 

إن حالة اليأس والإحباط لدى هذه العينة البسيطة هو انعكاس لعينات واسعة وكبيرة في مجتمعنا، وما جعلها تترسخ وتزداد هو الواقع الذي نعايشه مع معظم الجهات الخدمية والتي أهملت رأي المستفيد من خدماتها، بل وترى نفسها في برج عاجي وعقل عبقري لا يستطيع المستفيد أن يصل إليه بفكره ورؤيته لما يقدم أمامه من مشاريع وخدمات لا يفقه فيها إلا منسوبوها الذين هم وحدهم أهل الخبرة والفهم والدراية كما يعتقدون، ولذا أصبح تعاملهم مع كل من ينتقدهم أو يقترح عليهم على طريقة (اسمع من يمين وطلع من يسار).

 

الكثير منا كان ومازال يتذكر الصناديق التي تضعها الجهات الخدمية في كل أفرعها وعليها العبارة المشهورة ( للاقتراحات والشكاوى ) ، ورغم أن تلك الصناديق تطورت مع الوقت وتحولت إلى أرقام هاتفية ثم رسائل بريد إلكترونية حتى استقرت مؤخرا إلى حسابات خاصة بتلك الجهات على وسائل التواصل المعروفة ، إلا أن الفكر القائم عليها لم يحدث فيه التطور تغييرا ملموسا يصب في صالح المستفيد ، فبقيت تلك الصناديق شاهد عيان على حالة يأس وإحباط مستمرة إلى وقتنا الحاضر لم تفلح معها سرعة التقنية في تغيير عقول لا تؤمن بالفكر الآخر وإمكانية الاستفادة من خبراته وآراءه ومقترحاته وترى في ذلك عيبا واستنقاصا من شأنها إن هي أخذت به .

 

خاتمة الكتابة:

الاقتراحات والشكاوى مفيدة لكم وليست مضرة بكم فهل تولونها اهتمامكم؟

 

بقلم / خالد النويس

04  نوفمبر 2023 م 

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )     

زر الذهاب إلى الأعلى