في الرياض عيون ساهرة لا تنام

لطالما كانت مهمة التنبؤ بما يمكن حدوثه على الطرقات وفي مواقع التجمعات المتعلق بالناس والمركبات، أمر من الصعوبة بمكان أن تضع له خطط استباقية، وفي فترة سابقة كان أسلوب سكن تسلم متبع من باب الحرص على السلامة العامة، حتى لو حدث بعض الأزمات المرورية والتأخير المرافق لها، خصوصا ونحن نتحدث عن مدينة كبيرة جغرافيا وتعداد سكاني متزايد كالعاصمة الحبيبة مدينة الرياض، وهذه عقود من الزمن ونحن نستشعر هذه المعاناة، لكن مؤخرا وخاصة بعد تغير التفكير النمطي تحت مظلة رؤية المملكة 2030، بدأنا نلمس على أرض الواقع ان هناك فكر واستراتيجيات مطبقة من قبل شرطة ومرور الرياض، تسبق الحدث والخلل قبل وقوعه، وتتعامل على منع حدوث المشكلة او الجاهزية الكاملة معالجتها فورا في حال وقوعها.
الرياض مدينة الأحلام والفعاليات والاكتظاظ السكاني والحركة الدؤوبة على مدار 24 ساعة يوميا، ورجال الشرطة والمرور لا بد من تواجدهم في كل مكان دون استثناء، سواء على طرقاتها الداخلية الرئيسية والفرعية، أو الخارجية، وتنظيم عمليات حركة المرور داخل المدينة أصبح أمر نألفه نتوقعه نحن كقائدي مركبات أو ركابها، أصبح لدينا إلمام مسبق بأوقات الذروة، واكثر الشوارع ازدحاما، ولدينا معرفة مسبقة في حال وقع الأزمة المرورية كيف سيكون خط السير البديل، وكل هذه التوقعات أصبحت لدينا ليس من الفراغ، بل لأننا اصبحنا نرى الفعل المسبق وردة الفعل المباشرة من المرور، وصرنا مع هذه الأفعال وردود الأفعال اسهل في كيفية التعامل والتجاوب.
إضافة الى ما اصبحنا نلمسه واقعا على الطرق، فإن مرور وشرطة الرياض تمارس بشكل حثيث مهام التوعية المرورية والتوعية ضد الحوادث مرورية أو جنائية من خلال نشراتها وتحذيراتها وتنبيهاتها، سواء بالرسائل المباشرة أو من خلال وسائل تواصلها الاجتماعية، وهذا سهل علينا كثيرا عملية التحرك، وبالتالي ارتفاع معدلات السلامة العامة، وصول الناس وحركتهم بكل سهولة ويسر، وانخفاض معدلات الحوادث او الإغلاقات المرورية، هذا الفعل المتوقع من قبلنا مسبقا، هو نتاج أعمال مرور وشرطة الرياض في كونهم سباقون الى التعامل مع الحدث قبل وقوعه، وكل هذا لا يمكن أن يأتي إلا من خلال دراسات وتوصيات تقوم بها إدارة المرور في الرياض، جعلتهم يضعون الخطط المناسبة للتعامل مع كل حدث وكيفية معالجتها والوقاية من أية آثار سلبية له.
إن تركيزنا على أعمال المرور والشرطة بشكل عام، يأتي من منطقية أن المواطن والمقيم والزائر هو أساس نجاح كل خطة وكل استراتيجية موضوعة، المتابعة أولا لكل ما ينشر من قبل إدارة الإعلام في المرور والشرطة، التجاوب السليم ثانيا، الالتزام بكل قواعد المرور والقيادة والصيانة واخذ الاحتياطات الأمنية وان كل من يعيش في هذه المدينة هو رجل الامن الاول، كل هذه الأمور مجتمعة تسهل علينا التنقل والحركة، وبالتالي تسهل من تنفيذ خطط إدارة المرور والشرطة ، يكفي أن نعي جيدا إنني كقائد مركبة أو راكب موجود على شارع واحد ذاهب باتجاه واحد، لكن إدارة عمليات المرور تتعامل مع ملايين الركاب والمركبات والاتجاهات وكافة الطرق في الثانية الواحدة كما تتعامل الشرطة والدوريات الأمنية مع عشرات الحالات .
مع ملاحظة أود رفعها لإدارة المرور والشرطة ، أننا ما زلنا نحتاج منكم المزيد من عملية تنظيم حركة مركبات التطبيقات الخاصة بالطلبات سواء الأطعمة أو المشتريات عموما، خصوصا مركبات الدراجات النارية، فتحركهم يسبب مشكلة في كثير من الأحيان، وتنقلهم بين خطوط السير وبين المركبات وظهورهم المفاجئ، خاصة في الأجواء الحارة في مدينة الرياض ولبسهم لملابس ثقيلة وخوذ على رؤوسهم، فلا شك أن هذا كله يؤثر عليهم إضافة على ضغط العميل طالب الخدمة واتصالاته على كابتن الدراجة النارية وما يتبع ذلك من احتياطات أمنية كون هؤلاء كباتن التوصيل يصلون لكل بيت ويتعاملون مع عدد كبير من السكان .
تحية لإدارة مرور وشرطة الرياض، والإدارة العامة للمرور المرور والمديرية العامة للأمن العام وعلى رأس كل ذلك وزارة الداخلية جهودكم جبارة وتستحقون الشكر والثناء وان كان واجبكم، وثقة ولاة الأمر بكم بأنكم خير من تحملون الأمان وتساهمون في تحقيق رؤيتنا المباركة 2030، بكل مهنية واحترافية وعلم ووطنية، وفقكم الله وسدد على طريق الخير خطاكم.
بقلم / د.طلال الحربي
السبت 13 يوليو 2024 م
للاطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )