المقالات

فزعة شعب طويق

سناب صحيفة صراحة الالكترونية

الفزعة خصلة كريمة وعادة متوارثة لدى الشعب السعودي منذ أن خلقهم الله ولازالوا يحتفظون بها ويطبقونها ويتوارثونها جيلا بعد جيل ، ولا شك أنها واقع حياتي وتطبيق عملي لحديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا ) وفي الحديث الآخر : ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) .

هذه السجية التي تشربها السعوديون مع حليب أمهاتهم شملت القاصي والداني ، والشواهد مع القاصي كانت ومازالت مستمرة ولله الحمد حتى يومنا هذا في جميع بقاع العالم تقدمها حكومة المملكة أعزها الله بمشاركة شعبها في كل ما تقوم به من فزعات ، وأما شواهد الداني فهي أكثر من تجمع في مجلدات ، ولعلنا نكتفي بشاهد هو آخر ما ذاع في هذا الشأن ، فقد نشر أحدهم مقطعا مرئيا لسعودي صاحب مطعم شعبي في الرياض (وتحديدا في حي السويدي) ذكر فيه أنه على وشك الإغلاق خلال شهر أو شهرين بسبب قلة الإنتاجية وعدم وجود العمالة وأن هذا المطعم هو مصدر دخله ورزقه الوحيد بعد الله ، وما هي إلا فترة وجيزة بعد انتشار المقطع حتى هب شعب طويق إلى نداء الفزعة وتحركت في داخلهم النخوة لأخيهم السعودي صاحب المطعم وتوافدوا عليه من كل حدب وصوب دعما وحبا ووقفة صادقة عنوانها : (ابشر بعزك) ، فبعد أن نقل لنا المقطع السابق خلو المطعم من المرتادين أتت المقاطع اللاحقة لتحمل في ثوانيها التسابق بين المرتادين الذين اكتظت بهم جنبات المطعم لترسم بذلك ملامح الفرحة والسعادة على محيا الأخ السعودي وتعيد له الأمل والتفاؤل باستمرار نشاط مطعمه وتبرهن للعالم قوة الترابط والتكاتف والتعاون بين أفراد المجتمع وأن السعودي للسعودي دائما وأبدا .

قد يرى البعض أن كلامي نابع من تحيز تجاه سعوديتي – وهذا أمر صحيح يدعمه الواقع المشاهد – إلا أن هذا لا يلغي حقيقة وجود الفزعة لدى غير السعوديين ولكنها مع بالغ الاحترام والتقدير لن تصل إلى مستوى الفزعة الذي وصلنا له بفضل الله أولا ثم بفضل ما نشأنا وتربينا عليه ، ودافعنا قبل ذلك تعاليم ديننا الإسلامي الذي رسخها وعززها في دواخلنا وسنستمر عليها إلى أن يشاء الله .

 

الخاتمة :

استعن بالله واقدم واحتزم

دام شعب طويق خلفك لا تخاف

 

بقلم / خالد النويس

الأحد 25 مايو  2025 م 

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )  

 

زر الذهاب إلى الأعلى