ضبط اهتزازات الروح

تساؤلٌ سيتبادر إلى ذهن القارئ خلال حديثنا عن طاقات الروح: ما الفرق بين الروح والنفس؟ النفس هي الذات البشرية التي تحتوي على المشاعر والرغبات والتصرفات والميولات والنزوات؛ وهي التي من خلالها يصدر الخير والشر. قال تعالى: ﴿مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا﴾ (يوسف: 68)، وقال: ﴿أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ﴾ (البقرة: 87). الحاجات والرغبات مكنونُها النفس؛ وهي التي نُهذِّبها ونعلمها ونطهرها. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً﴾ (النساء: 1). كلُّ الأنفس واحدة، مثلها مثل الأعضاء التي تعمل في الجسد، وكلُّ شخصٍ ومدى محافظته على هذه النفس وصحتها ليجعلها سوية كمدى محافظته على صحة أعضائه. الحياةُ، بكل أحداثها وظروفها وصوارفها، تتمحور حول النفس؛ فهي المتفاعل الأول في ضجيج الحياة، وهي المكلفة بأوامر الله. قال تعالى: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ (البقرة: 286). والنفس تموت؛ قال تعالى: ﴿ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ (البقرة: 281)، وقال: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ﴾ (آل عمران: 185). أما الروح فهي مخلوقٌ نورانيٌّ فوق نزاهة الملائكة؛ لا تعترض ولا تسأل ولا تردّ لله شيئًا. قال تعالى: ﴿يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا ۖ لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَٰنُ وَقَالَ صَوَابًا﴾ (النبأ: 38). في الآية بيانٌ للكيان النوراني للروح الذي صفَّ مع الكيان النوراني للملائكة، وجميعهم مخلوقات ناطقة لا تنطق إلا بإذن الله. وقال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ (البقرة: 30). الملائكةُ ناقشت، والجانّ إبليسُ رفضَ أوامر الله، وأما الروح فنُفِخت في آدم الروح طاعةً لله بصمتٍ دون سؤالٍ ولا نقاش. الروحُ هي التي تمنح الجسدَ الوعيَ بذاتِ الإنسانية، وتمنح الدماغَ العقلانيةَ والوعي الذهني. فجسد الإنسان فيه دماغٌ، وهو عضوٌ ماديٌّ (بيولوجي) داخل الجمجمة، يتكون من مليارات الخلايا العصبية ووصلاتها، ويتحكم في وظائف أساسية مثل الحركة والتنفس والإحساس والذاكرة، ويمكن رؤيته ودراسته وتشريحه. كما يوجد العقلُ، وهو ليس عضوًا ماديًا، بل هو وظائف وقدرات تشمل التفكير والإدراك والتخيل واتخاذ القرار والإبداع؛ وهو نتاجُ عمل الدماغ ونشاط الخلايا العصبية وتفاعلاتها الكيميائية. ويوجد الوعي، وهو مستوى إدراك الشخص لذاته وللعالم من حوله؛ يمنحه إحساسًا بـ”الأنا” والقدرة على التمييز بين ما يدور في داخله وما يحدث خارجه. الوعي مرتبطٌ بالعقل، لكنه أعمق؛ فالعقل يحلّل السبب، والوعي يحلّل ما وراء السبب. الروح لا تموتُ بموت الجسد؛ فهي غير قابلةٍ للتجزئة، بخلاف الجسد المادي القابل للتجزئة، ويمكن للإنسان أن يعيش ببعضه لو فُقِد بعضُه الآخر. والروحُ خاصةٌ بالبشر؛ نقلتهم من البشرية (جسدٌ وفيه نفسٌ بنزواتها) إلى الإنسانية الواعية والعقلانية. كلُّ مخلوقٍ حيٍّ لديه دماغٌ ونفس، لكن البشر وحدهم لديهم روح أنسنتهم وجعلت النفس مكلفة. قال تعالى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا﴾ (الإسراء: 85). أمرُ ربي موجَّهٌ للإنسان فقط؛ فالقرآنُ خطابٌ نزل للإنسان، لا للحيوان، ولا يُكلَّفون بشيء. فالطبّ “البشري” يدرس الجسدَ الماديّ، ولذا سُمّي بشريًا. أما علم النفس والاجتماع والأنثروبولوجيا والتاريخ والفلسفة واللغة والأدب والعلوم السياسية والاقتصاد…إلخ فهي “علومٌ إنسانية” لأنها تحتاج إلى وعي الروح. قال تعالى: ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا… فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾ (الحج: 46). رُبطت العقلانية بالقلوب، وهي مكمنُ الروح. وليست الروحُ سرَّ الحياة؛ فالإنسان خُلق من حيوانٍ منويٍّ حيٍّ وبويضةٍ حيّة، فتكوَّن جنينٌ له نبض، ثم بعد ثلاثة أشهر يكون له نبضٌ أقوى؛ نعم، تلك روحُ الوعي والعقل والصفات الإنسانية. الروحُ سرٌّ إلهيٌّ أعظم؛ طاهرةٌ دائمًا لا تتلوث، غير ماديةٍ وغير ملموسة. وقد تمرُّ أيامٌ وشهورٌ وسنون يَطمِس فيها جانبُ الروحانية عند الشخص لانشغال النفس بضجيج الحياة؛ فينحدر مستواه التوعوي والفكري والعاطفي، ويعدمُ الضمير، وتزداد المشكلاتُ والمعاناةُ النفسية والاكتئاب والوهم. الروحُ صامتةٌ لا تتفاعل مع المحيط مباشرة، لكنها عنصرٌ ذو نفوذٍ واسع في الصحة والوعي والمواهب والقدرات والتطور الذهني والفكري والراحة العاطفية والجسدية والضمير؛ وكلها عوامل داخل جسد الإنسان تنعكس على الفرد وحياته وأخلاقه وإبداعه وبصيرته ومهاراته في العالم المادي. للروح اهتزازاتٌ تتفاعل مع اهتزازات الكون التي أوجدتها العناية الإلهية؛ فالطاقة الكونية لا تفنى ولا تُستحدث من عدم، والطاقة الروحية كذلك أبدية. وبحكم كونها سرًّا إلهيًّا، لا بد من ضبط هذه الاهتزازات لتتناغم الروح مع مسيرات الحياة وتستجيب لها الأقدار. ولا نبلغ هذه المرحلة دون الإيمان بالذات وبقدرة الله التي لا تُضام ومعجزاته التي لا يضاهيها شيء. فالله عظيمٌ كريم؛ أرسل الرسل بالمعجزات، مع أن ما حولنا كلَّه معجزاتٌ من إبداعه وقدرته. ولم يكن الإنسان بحاجةٍ إلى معجزات الرسل ليُدرِك ويصدّق وجود الله ووحدانيتهُ. حين أتحدث عن ضبط اهتزازات الروح لتتناغم مع الكون قد يبدو الأمر ضربًا من الخيال، لكنه قديمٌ تحدّث عنه الأوّلون وعملوا به. المختلف اليوم أن ما كانوا يؤمنون به صُنِّف تحت مسمياتٍ علمية فصار غريبًا على السامع. وسأضرب أمثلةً شعبيةً معروفةً على أثر الانسجام والهدوء: (هَدّي والأمور بتِزين)، (هَدّي والأمور بتهدأ)، (تفاءل بالخير تجده)، (الصبر مفتاح الفرج)، (المذاكرة أول ساعةٍ بالفجر بركة)، (حفظ القرآن ومراجعته في الفجر يثبُت)، (لا تردَّ ولا تناقش وأنت غضبان). لو تأمّلنا قليلًا لوجدنا السرَّ في الهدوء؛ فهي الذبذبات التي تتناغم مع الكون فتتضح الصورُ الذهنية، وتتيسّر الأمورُ والأقدارُ والحظوظ، ويزداد الإيمان؛ فالكونُ ساكنٌ هادئ، والإنسانُ هو الذي يصنع الضجيج. فما ارتباطُ الروح بالهدوء؟ أوضحتُ أن المتفاعل الأول في ضجيج الحياة هو النفسُ بما فيها من ظروفٍ وصوارف. وفي أوقاتِ انشغالِ النفس—بعملٍ يومي، أو بمشكلة، أو بمتعةِ حديثٍ وتعلُّم، أو سماعِ موسيقى، أو طعام—تكون الروحُ كامنةً. لا نشعر بها إلا في الخلوة والهدوء؛ هناك ندخل صفاءَ الذهن والتركيز والقدرة على التفكير، فينشأ الوعي. وكلما ازداد الوقت الذي تقضيه مع روحك في خلوةٍ وهدوء، ازداد وعيُك وتيسيرُ حياتك. فقد ذكر الله بالقرآن حاجةَ الإنسان للتفكُّر 19 مرة، وحاجته للتعقُّل 51 مرة. الفرق بين التفكير والتعقُّل والوعي:
التفكير: نشاطٌ ذهني عام لمعالجة المعلومات والربط واستحضار الصور؛ قد يكون خواطرَ أو تأملاتٍ أو افتراضاتٍ لا ترتبط بميزانٍ منطقيٍّ صارم، ويشمل الإبداعيَّ والناقدَ والخياليَّ والتحليليَّ.
التعقُّل: أخصّ من التفكير؛ توجيهُ حركة الفكر وفق معايير العقل السليم والبرهان، لتمييز الصواب من الخطأ والنافع من الضار، وهو مرتبطٌ بالحكمة واتخاذ القرار الرشيد بعد وزن الأمور. ولا ينفصل جوهرُه عن الوعي؛ فوعيُ الإنسان بذاته وواقعه يرشِّد أفكاره، ويحوِّلها من خواطر متفرقة إلى قراراتٍ متَّزنة ورؤى واضحة. كما أن الوعي يضيء مجال التفكير، فإنه في التعقُّل يوجِّه هذا النور نحو مسارٍ منضبط يقود إلى نتائج صحيحة ومثمرة.
الوعي: وعيُ الإنسان بذاته وما حوله؛ تتدفق داخله معانٍ وصور وروابط؛ يمنح التفكيرَ مادةً ومعنى، ويمنحه التفكيرُ وضوحًا واتساعًا.
كلُّ هذه النتائج لا تُنال دون الهدوء والخلوة وصفاء الروح. كلما أخذت الروحُ متَّسعَها في حياة الإنسان، ازدهرت وزاد عطاءُ التفكُّر والتعقُّل عبر التأمل والتساؤل، للولوج إلى الأمان الراسخ في تفاصيل معجزات الله، والتواصلِ معه ومع كونه باهتزازاتِ معجزة الروح. فالنيّةُ ذاتُ اهتزازاتٍ روحيّة عالية الانضباط إذا توافقَت مع وعيٍ عالٍ. يمكن للإنسان أن يمنح روحَه مساحتَها بطرقٍ عديدة؛ فالروح تحتاج إلى غذاء، كما تحتاج النفس والجسد. غذاءُ الروح هو الاتصالُ الكوني بأيٍّ من معجزات الكون الإلهية التي خلقها الله؛ فهي عنصرٌ غيرُ مُكتسَب، بل موهوبٌ من ربِّ المعجزات. أمّا إن أطلق الشخصُ المساحاتِ للنفس دون أن يعطي الروحَ حقَّها، فقد تجاهل أهمَّ عناصر اتزان الحياة: الأمان، والاطمئنان، والسكينة، والهدوء، والصفاء، والبصيرة، والضمير، والحب، والرحمة، والخشوع، والتواضع، والتحرر من القيود المادية. وعندما ترتفع الروحانيةُ يرتفع تبعًا لها الوعيُ بالغذاء الجسدي والوعيُ بالغذاء النفسي. لنبدأ بالتأريض ثم نتحدث عن طاقة الكون في تعزيز الروحانيات. التأريض (Grounding) ممارسةٌ تهدف إلى إعادة الاتصال بالطاقة الأرضية؛ ليشعر الشخصُ بالثبات والاتزان النفسي والجسدي والطاقي، وكأنك “تغرس جذورك” في الأرض، فتتخلّص من التشتت وفرط الانفعال وتستعيد إحساس الأمان والاستقرار. كيف يحدث ذلك؟ ليس عجبًا ما كان يقوله الأوّلون: “المشيُ حافيًا على التربة شفاءٌ وفيه مناعةٌ وراحة”. إنها مناعةٌ روحية؛ لأن الاتصالَ بالأرض—لمسَ التربة أو الحجر أو الشجر أو الماء، استشعارَ قوامها ووزنها وملمسها، سماعَ أصواتها، وشمَّ رائحة المطر والشجر والتربة والهواء—مع إقصاء ملهيات الحياة، يُحفِّز الاتصالَ الطافي الروحي والخشوع لمعجزات الأرض. عندها تهدأ ذبذباتُ روحك، وتهدأ طاقةُ جسمك، ويحدث ضبطٌ عالٍ للاهتزازات بينك وبين الكون، فتغدو روحُك أكثر هدوءً وذهنُك أكثر صفاءً. واستغلالُ هذا النمط في التأمل داخل نفسِك، وفي من حولك وفي الكون، يجعلك تُفكِّر وتتساءل وتتعلّم وتهذِّب نفسَك وتبحث عن إجابات؛ بل يأتيك وحيٌ من الله على هيئة قراراتٍ أو تساؤلاتٍ أو معرفةٍ وإدراكٍ لأمورٍ مرّت ولم تفهمها، ويحدث ضبطٌ للسيالات العصبية فتتفوق في أدائها أثناء النشاطات. قال تعالى: ﴿إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّكَ مَا يُوحَىٰ﴾ (طه: 38)، وقال: ﴿وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ…﴾ (المائدة: 111)، وقال: ﴿وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ…﴾ (النحل: 68)، وقال: ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ…﴾ (القصص: 7). والوحيُ ليس للأنبياء فقط، بل هو لجميع المخلوقات؛ وقد يكون رؤيا منامٍ أو شعورًا حدسيًا أو إلهامًا ذهنيًا أو غير ذلك، وكلها مرتبطةٌ بقوة الاتصال الروحي بالله والكون. هو الذي يجلب لك ما تشاء، وتتيسّر حياتك بما تشاء، ويأتيك ما تشاء بهذه المعجزة الجبّارة. لا تُخاطب الله بروحانيةٍ وتُتصوِّر أن الحياةَ صعبةَ المنال، بل خاطبه وأنت تعلم أنها سهلةُ المنال ما دام هو مُبدِعُها وهو مُجيبُك. لستُ هنا لأعظك دينيًا، بل لأقول إن روحك تحتاج مساحتَها لترى حقيقة الحياة. حتى إنَّ المعابدَ في جميع الأديان، سواء السماوية أو البشرية، ارتبطت بالتأريض ووجود الأحجار الكريمة وقطع من أجزاء أرضية تبعث البركة والهدوء والطاقات الإيجابية، مثل:
الإسلام: الحجر الأسود؛ أثر مُعظَّم مُثبّت في الركن الشرقي من الكعبة.
اليهودية: صَدْرة الكاهن (الحوسَن)؛ لوحة صدرية من أربعة صفوف، 12 حجرًا منقوشًا عليها أسماء أسباط بني إسرائيل:
الصفّ الأوّل: عقيق أحمر، توباز، زمرد أو يشب أخضر.
الصفّ الثاني: فيروز، الياقوت الأزرق، ألماس.
الصفّ الثالث: عنبر، عقيق.
الصفّ الرابع: زبرجد، عقيق يماني، يشب.
المسيحية (رمزيًّا/كتابيًّا): سفر الرؤيا يذكر قائمة من 12 حجرًا، وهي: يشب، ياقوت أزرق، عقيق أبيض، زمرد ذُبابي، جزع عقيقي، عقيق أحمر، زبرجد، زمرد سُلقي، ياقوت أصفر، عقيق أخضر، أسمانجوني، جمشت.
الهندوسية: يوجد (الـنَّوَرَتْنَ) وهي التسع الجواهر، تُعرف بقوتها المقدسة، وهي: الياقوت، اللؤلؤ، المرجان الأحمر، الزمرد، الفيروز الأصفر، التوباز الأصفر، الألماس، الياقوت الأزرق، عين القط، العقيق السليماني. كما يوجد في معابدهم الكوارتز (الكرستال الصخري).
الديانة الجاينيّة: مواد الأصنام الشائعة هي الرخام، وأحيانًا البلّور الصخري.
البوذية: جوهرة تشينتاماني (من اليَشْم/العقيق).
فالأحجار الكريمة هي قطعة من الكون، لها طاقتها الكامنة التي لا تراها ولكن تشعر بها، مثل ما تشعر بالأرض والسماء والهواء والطبيعة. فوجود الأحجار بالمنزل أو ارتدائها كمجوهرات يعطي مفعولها الطاقي. ووجود الأشجار بالمنزل وخارج المنزل، وفتح النوافذ للهواء وأشعة الشمس، يعطي مفعولها الطاقي.
شمّ روائح الطبيعة من بحار وأنهار وأمطار وأزهار وكل الأشجار يعطي مفعولها الطاقي. ولهذا، فإن العود الطبيعي بخوره له أثره العالي على النفس، ويصفّي الذهن، ويبعث السعادة الروحية، كما يفعل الكتاب وقارئو التنجيم لخريطة السماء. ومن يريد الخشوع للعبادة يُبخّرون بالعود والمرامية وبعض الأعشاب طيبة الرائحة في الثقافات الأخرى..
الروح؛ أعطِها مساحتها، وستجد مساحتَك في الأرض راحةً ووفرةً وحظًّا واستقامةً ووعيًا.
الكاتبة / عهود الغامدي
الأحد 05 أكتوبر 2025 م
للاطلاع على مقالات الكاتبة ( أضغط هنا )