المقالات

رؤية تُهذّب الكلمة وتصنع الوعي

سناب صحيفة صراحة الالكترونية

في زمنٍ تتسارع فيه المعلومة وتصل إلى الجميع في لحظات، تبقى الكلمة مسؤولية، ووسائل التواصل الاجتماعي أمانة. فالكلمة اليوم لم تعد مجرد رأيٍ عابر، بل أصبحت أداة تأثيرٍ وصناعةٍ للوعي، قادرة على البناء كما هي قادرة على الهدم. ولهذا، فإن استخدام الكلمة والتعبير في فضاء التواصل يجب أن يكون للمعالجة لا للتقليل، وللتقويم لا للتشهير.

 

لقد أرست رؤية المملكة 2030 بقيادة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – مبدأً جوهريًا في مسيرة التحول الوطني، يتمثل في أن الوعي هو أساس التنمية، وأن الإنسان الواعي هو أعظم موردٍ للوطن. فالرؤية لم تغيّر الاقتصاد فقط، بل هذّبت الخطاب العام وصنعت وعيًا جديدًا يقوم على المشاركة الإيجابية والانتماء الفاعل.

 

حين وصف سموه المجتمع السعودي بأنه “مثل جبل طويق”، كان ذلك تأكيدًا على ثبات القيم السعودية ورسوخ الهوية الوطنية، وعلى أن هذا الشعب لا تهزه التحديات، بل يستلهم منها قوة جديدة تدفعه نحو المستقبل. فالمجتمع السعودي اليوم يعيش مرحلة وعيٍ عميق، يدرك فيها أن النقد لا يعني الهدم، وأن الاختلاف لا يبرر الإساءة.

 

لقد أصبحت منصات التواصل الاجتماعي ساحةً فكريةً مفتوحة، لا مجال فيها للسطحية أو الانفعال. فالمسؤولية فيها تبدأ من الكلمة؛ الكلمة التي يجب أن تُعبّر عن وعيٍ، وتُسهم في إصلاح، وتُضيف إلى الوطن لا تنتقص منه. فالمجتمع الذي يحترم ذاته لا يهاجمها، بل يُصلحها بالوعي والحكمة.

 

وما نراه اليوم من نضجٍ في الخطاب السعودي وارتفاعٍ في مستوى النقاش العام هو ثمرة مباشرة لفكر القيادة التي آمنت بأن الكلمة جزء من صناعة المستقبل. فـ رؤية ولي العهد ليست مجرد خطط وأرقام، بل رؤية تُهذّب الكلمة وتصنع الوعي، وتبني وطنًا يعتز بعقله كما يعتز بإنجازه.

 

بقلم / د. عبدالله بن قاسم بن دغيّم

متخصص في علم الاجتماع التنمية والتغير

[email protected]

الأربعاء 08 أكتوبر 2025 م 

للاطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا ) 

 

زر الذهاب إلى الأعلى