رحلة ربوع إسطنبول

جولة في جوانب اسطنبول المدينة التي لاتنام ، وبالأخصّ شارع تقسيم وميدانه . من المعلوم بالضرورة الاجتماعية اسطنبول مقر الاستانة العثمانية ، والباب العالي ، وعاصمة الخلافة الإسلامية الرابعة بعد الخلفاء الراشدون والأموية والعباسية .
سبق ان نقلنا مشاهدات عن المساجد التاريخية ، وحديقة مطل العرائس في مقالين سابقين ، وفي هذا المقال ننقل لأحبابنا القراء عبر هذه الصحيفة المحبوبه الموقرة . مشاهدات عن ميدان وشارع تقسيم ، وشارع الاستقلال ، والسوق الشعبي المصري .
يوم الخميس الموافق ١٢/٢٣ من شهر الحجة إنتقلنا وافراد العائلة في جولة لشارع وميدان تقسيم ، وله من اسمه نصيب منطقة تجمع انابيب المياه وتقسيمها ، وخطوط توزيعها على احياء مدينة اسطنبول من هنا جاء تسمية الشارع وميدانه ، ولا حدس يعد من المعالم السياحية باسطنبول ، ومقصد السياح والزوار . يستقطب الكثير لاسيما بعض جنوح الفساد ، وشرب الخمور ، والمنكرات وغيرها من المفاسد . جمع في هذا الشارع وميدانه لصوص السياح ، ونصابين الزوار ، والمحتالين والمتسولة ويزاحمها طائفة من المشعوذين والسحرة ، وكل صايع وداج ومشرد متواجدين بزوايا شارع وميدان تقسيم وحول المحلات التجارية والمقاهي والمطاعم ، ومداخل شوارع وازفة حي تقسيم كلاً له منهاجاً وطريقة في النشل ، وتفننه بالابتزاز والتحايل الظاهر والخفي ، والتغلغل بين السياح والزوار نتش مايمكن نتشه من الجوالات وشنط السيدات من ايدي أصحابها أن سلمت من هذه لم تسلم من مشاجرات شرار المتواجدين هذا الوجه غير المشرق بخلاف الوجه المشرق . الاتراك لا تترك العنصرية التركية . فيهم عنف التعالي وبالأخص على العرب ، وأخص الاخص على مواطني دول الخليج العربي ” سته على سته الاقطار “. تستشف من أسلوبهم كراهيتهم الجلية لعرب الخليج ، وشبه الجزيرة العربية ، وعنصريتهم الواضحة . هذا الشارع وميدانه يوجد به الكنيسة المقببة ، وكذلك مسجد حسين آغا ، ومتحف الشمع تماثيل شمعية لشخصيات بارزة وشهيرة ، وكذلك تماثيل يزعمون تعود لبابل ومنها مايعود لأزر بن ناحور ، وايضاً بالشارع ملحق شارع الاستقلال مخصص للمشاة ، وبه بعض السفارات والفنادق ، ومحلات التسوق ، واطلاق الاستقلال على هذا الشارع منقصة في حق تركيا ، ولم تكن مستعمرة حتى تستقل من براثن الاستعمار بل وريثة الخلافة الإسلامية ، وتسميته بالاستقلال معيب بحق تركيا الشعب والدولة .
تقسيم الشارع وميدانه من أكثر الأماكن زيارة ، وما يعيبه غير أمن ، وشارع الأستقلال أشهر شوارع مدينة اسطنبول بالجانب الاسوي . فيه عالم المتاجر والمولات ، والماركات العالمية ، والمعارض الفنية ، والحانات والمقاهي ، والاروقة التاريخية ، ودور العبادة والعري والتبرج السافر . يعبره أكثر من ثلاثة ملايين عابر يومياً ، ولاشك يجمع بين السياحة المحلية ، وشريان الحياة الاجتماعية والتجارة والثقافة والتجول ، والحركة الشرائية . به التسوق وتناول الطعام ، والتواصل الاجتماعي . هواية مفضلة لسكان اسطنبول خصوصاً وتركيا عموماً . يتميز بزحف المتاجر العالمية ، ونزوح مراكز التسوق إليه ، وبه مباني تعود لعصر الخلافة ، ونشاهد النمط المعماري الإيطالي غزاه ، وأسطح هذه المباني مقاهي ومطاعم فوق مستوى الشارع ، وينعت شارع تقسيم بالشارع الأحمر لضوئه الأحمر ، وعلى مدار ٢٤ ساعة حركته دائبه بالزائرين ، ويتميز بالسجاد التركي ، والحلاوة التركية ، والسيراميك المزخرف يدوياً ، ومناشف الحمام التركي ، والتوابل والمنتجات الجلدية الحرفية ، وأطقم القهوة النحاسية ، والمجوهرات المصنوعة يدوياً . تذكارات رائعة، وبه نصب الجمهورية العلمانية معلماً سياحياً ، والميدان والشارع والحي واجهة مفضلة للسياح ، ويمثل مركز المدينة ، وما بميزه سحر العين الشريرة ، ولا يخطي رمايته . والمسمى جاءه في الأصل من تجمع خطوط المياه الرئيسية وتفرعاتها لإجزاء احياء المدينة ومن هذا التقسيم وتوزيع خطوط الأنابيب . جاء الاسم من قبل السلطان/ محمود الأول في العهد العثماني ، وتشير بعض الاراء تقسيم جاء لنوع من المقامات الموسيقية كلاسيكية ، وكذلك ثكنات تقسيم المدفعية وتوزيعاتها وتقسيم طويجي ومكانه حالياً منتزه عام ١٩٤٠م ، وتقسيم ميدان للمظاهرات والتظاهرات السياسية ، ومنطلق الجماعات من شتى ألوان أطيف السياسي والمؤسسات الأهلية تتظاهر من أجل قضاياها في هذا الميدان ، ومقر شغب ، ومحل التفجيرات الانتحارية وملم إحتفالات رأس السنة الميلادية ، واحتفالات يوم الجمهورية العلمانية ، وعروض المباريات كرة القدم على شاشات كبيرة وعريضة ، ومسيرة المثليين بالميدان .
يوم الأحد الموافق ١٢/٢٦ من الحجة انتقلنا لسوق المصري الشعبي ، وتسمية هذا السوق ، يعود معظّم البضائع والتوابل والقهوة تأتي من مصر أرض الكنانة ، والمماليك والفاطمية ، وعزز هذا آبان الحكم العثماني . تلك الفترة باعتبار مصر ولاية عثمانية ، ومركز تجاري يربط الشرق بالغرب . تنقل المنتجات المصرية لاسطنبول عبر البحر الأبيض المتوسط مما جعل هذا السوق باسطنبول مركزاً رئيسياً لبيع هذه المنتجات المصرية ، ومن هنا اطلق أسم السوق المصري ، ويعد أكبر الاسواق بتركيا بعد سوق البازار . هذا السوق يقع مقابل ميناء امينونو بالقرب من الجامع الجديد باسطنبول ويعرف بسوق التوابل ، وهو بقلب اسطنبول. تتلاقى الحضارات والثقافات وتتعاون الأعراق الاجتماعية كل هذا شاهد على تاريخ عريق ، وموطن لألوان وروائح التوابل الشرقية ، ومعرضاً للحرف اليدوية ، والهدايا التذكارية . عالم اخر من الأسواق المغطاه ، ويحتوي على أزقة متعرجة المنحنيات ، ومتاجر ملونة ، وجذور السوق المصري تعود للقرن السابع عشر ، ويقع كما أسلفنا أنفاً أعلاه ، وبالجزء الأروبي من اسطنبول ، وينعت بسوق العطارين ، وتنبع أهميته من تنوع عروض المنتجات المصرية ، وله أهميةً سياحية ، والوصل إليه من ميدان تقسيم بمترو الانفاق أو بالترام ، وتاريخ بناءه بداء عام ١٥٩٧م في عهد السلطان/ مراد الثالث ، وتطور السوق ليصبح مركزاً للتجارة العالمية ، واليوم يعتبر واجهة سياحية ساحرة ، وجاذبة للسياح والزوار ، وخير مايميزه أجواءه العطرية وألوانه الزاهية ، وسوق الجودرية بمكة المكرمة عليه حلايا منه ، ومستوحى منه .
يوم الثلاثاء ١٢/٢٨ من الشهر نفسه الحجة انتقلنا سوق النهر الصناعي متاجر نموذجية في سوق نموذجي ذكي . بضايعه علامات تجارية عالمية .
العدد القادم نواصل المشاهدات عن رحلة اسطنبول وربوعها .
دام عزك ياوطن ، ودامت قيادته الرشيدة ، ودام عز سلمانه وولي عهده الأمين محمد العزم .
بقلم/ خالد بن حسن الرويس