المقالات

المتسولون مرة أخرى

عندما يسلط الكاتب الضوء على شيء ما فإنه بذلك يهدف إلى إبراز المشكلة وتوعية المجتمع بها ومحاولة إيجاد حلول تسهم في إزالتها أو التخفيف منها ، وهذا ماينطبق تماما على ظاهرة التسول التي باتت مؤخرا مشكلة مشاهدة ومؤرقة وأذى يطال الكثير منا .

إن ظاهرة التسول ليست مشكلة عرضية أو وقتية بل هي مشكلة مجتمعية خطيرة ، وتتمثل خطورتها في تهديد الأمن المجتمعي ونشر الفوضى وزيادة الجريمة واستغلال المخالفين وغيرها الكثير ، ولسنا هنا بصدد ذكر السلبيات المعروفة بل بإعادة المطالبة بتحرك عاجل وصارم لهؤلاء المتسولين الذين استحلوا إشارات المرور الرئيسية وملأوا أبواب الأسواق التجارية ، بل وصاروا يتزايدون بشكل كبير وكأنهم يعلنون تحديهم للجهات الرقابية ، وليس غريبا أن نرى مؤخرا امرأة تحمل رضيعا في جهة من إشارة المرور بينما ابنتها في الجهة المقابلة لها وابنها يجول بين السيارات المتوقفة حتى لايكاد يرى رأسه أثناء انتقاله من سيارة إلى أخرى مايشكل خطرا على سلامته فيما لو تحركت السيارات ولم ينتبه له أحد ، وحاليا لم يعد الأمر مقتصرا على طلب المال بل امتد إلى تسوله عن طريق بيع الورود والألعاب وغسيل زجاج السيارات من شباب يتضح من ملامحهم أنهم مخالفون لنظام الإقامة والعمل .

نعلم علم اليقين أن هذه المشكلة الخطيرة تتشارك في القضاء عليها عدد من الجهات ذات العلاقة ، ولكن مكمن خطورتها هو وجود فجوة غير معروفة وتقصير واضح من إحدى تلك الجهات حيث تم استغلاله من قبل عصابات التسول ، فأخذت تسرح وتمرح في كل شارع وزاوية وتتحدى الأنظمة وتبث القلق والإزعاج بتكاثرها وعدم اكتراثها ، فهل نرى تحركا دائما يقضي على منابع المتسولين بشكل يبعث بالطمأنينة في كل الشوارع والأماكن العامة أم سينال اليأس نفوس المبلغين عن هذه الظاهرة .

الخاتمة :

متى نرى نظام مكافحة التسول واقعا ملموسا ؟

 

بقلم / خالد النويس

الخميس 23 أكتوبر 2025م

للاطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )  

 

زر الذهاب إلى الأعلى